فإن ريف منطقة الحفة ما يزال يعاني من إرباكات شديدة في مدارسه نتيجة النقص بالمعلمين هناك، ما يسبب اضطراباً يومياً في العملية التعليمية.
بعض أهالي المنطقة أوضحوا لنا هذا الأمر، مشيرين إلى ساعات الفراغ التي تهيمن على مدارس التعليم الأساسي خاصة، باتت تُشكل الكثير من القلق عند الأهالي، والملل عند الطلبة.
السيد طاهر اسماعيل، الموجه التربوي الجديد في منطقة الحفة، أكد لنا من جهته أن المعاناة قائمة، والمشكلة الأساسية هي في الحلقة الأولى، نتيجة النقص بالاحتياط، ولا حل برأيه سوى رفد المنطقة بالمعلمين، ولفت إلى أن هناك قرار صدر عن وزير التربية في عام 2008 ينص على إلزام المعلمين بالعودة إلى ريف المنطقة، غير أن هذا القرار لا يُطبق.
بينما اكد فراس ديب الموجه التربوي الاسبق في منطقة الحفة، وجود مشكلة نقص بالمعلمين، وان هناك نقصاً حقيقياً في الواقع وهناك محاولات للترميم في هذا الإطارفمثلاً من بين المعلمين المحسوبين على أنهم موجودين في منطقة الحفة، هناك نحو 80 معلماً خارج الخدمة الحقيقية في المدارس، فمن بين هؤلاء 40 إجازة أمومة، و 15 كانوا من خارج المحافظة، ونقلوا إلى محافظاتهم، وهناك أيضاً 12 إجازة خاصة بلا أجر، و 12 انضموا إلى رياض الأطفال مع منظمة اليونيسيف، وفي الواقع هناك 37 مدرسة تعاني من هذه المشكلة.
ويضيف اسماعيل بأن المشكلة التي يواجهها المعلمون في هذه المنطقة - كما لاحظنا - هي مشكلة النقل، فالمعلم الساكن في اللاذقية، ويتم تعيينه هنا في قرى منطقة الحفة سيضع جزءاً كبيراً من راتبه على التنقل، وهذا الأمر دفع بالمعلمين للنفور من التعليم هنا، وإن تعيّن أحد فسرعان ما تبدأ الضغوطات والواسطات من أجل أن يُنهى تكليفه، ليعود إلى مكانٍ آخر.
وسألت السيد طاهر عن أوضاع مدارس القرى المحررة كمدرسة الحمبوشيّة وغيرها..؟ فأوضح أنّ هذه المدرسة تم تعيين مدير لها، ولكن لا يوجد فيها حتى الآن أي طالب، وبالتالي ولا أي معلم، وعندما يأتي إليها طالبان أو ثلاثة، فنحن جاهزون لتكليف معلمين لها.
عمران أبو خليل، مدير التربية في اللاذقية عن هذه المشكلة، وعن سبب هذه المعاناة جراء النقص الحاصل بالمعلمين، أبدى استغرابه، وقال: لا يوجد أي نقص أبداً ..!! ومن يقول أن هناك نقصاً فليأتي إلى هنا، ونحن على استعداد لتغطيته مباشرة، لا يوجد نقص، ولكن قد تكون هناك معلمة غائبة لا أكثر ..!
قلنا للسيد مدير التربية: من جهة معك حق أنه لا نقص في كوادر الملاك الأصلاء، ولكن من جهة أخرى فالنقص الذي نقصده هو نقص بمعلمي الاحتياط، فعند اضطرار أي معلم لا يوجد أحد لسد فراغه واليوم الاثنين ستصدر تشكيلة جديدة لهذا الشأن نغطي من خلالها كل ما هو مطلوب من معلمين، وأوضح لنا أنه كان للتو يناقش هذا الوضع مع عضو مجلس الشعب الدكتور سمير الخطيب، وجرى الاتفاق بأن هناك 52 معلمة معينة في حلب، جرى نقلهن إلى اللاذقية، وسيتم تكليف 70% منهن للتعليم في منطقة الحفة.
إذن اليوم الاثنين ستكون المشكلة محلولة حسب مدير التربية، وسننتظر ونترقب .. بكثيرٍ من الأمل.