حيث ستركز هذه الجولة على بنود مختلفة قليلاً عما مضى مع التأكيد على أهمية تنفيذ ماتم الوصول اليه في الجولات السابقة، في الوقت الذي تلعب فيه واشنطن في الوقت الضائع لمحاولة ضم ورقتها الجديدة» الاكراد» الى هذه المفاوضات علها تستطيع تحقيق مكاسب سياسية لاتزال تخسر فيها ميدانياً مع كل تقدم للجيش العربي السوري .
قبيل بدء الجولة السابعة من آستنة عقدت الدول الضامنة وهي روسيا وايران وتركيا لقاءات تقنية تمهيدية ثنائية وثلاثية مع وصول كافة الوفود الى العاصمة الكازاخية، هذا بالاضافة الى حضور وفد من الأمم المتحدة والأردن وأمريكا بصفة مراقبين فضلاً عن مناقشة دعوة دول جديدة لمراقبة مناطق خفض التوتر مثل العراق والصين، فيما تحدثت مصادر اعلامية أن أجندة الاجتماعات ستتناول مواضيع تموضع قوات المراقبة في منطقة خفض التوتر في إدلب، بشكل مفصل من قبل الدول الضامنة، بعيداً عن الخطوات الاستعمارية التي قامت بها تركيا بحجة آستنة أيضاً فهي قامت منذ منتصف تشرين الأول الجاري بارسال قواتها وغزت المنطقة الحدودية على خط إدلب - عفرين، بحجة مراقبة «منطقة خفض التوتر».
فيما يبقى الأهم الذي سيتم تناوله عبر ملف المحادثات وبحسب المصادر هو كيفية ازالة الالغام من المناطق التي تم طرد « داعش» منها وغيرها من الملفات، وستكون بمجملها حزمة متكاملة مع تركيز الدولة السورية على أهمية ازالة الالغام والتي تشكل أكبر خطر وتهديد على حياة المدنيين العائدين الى مناطقهم المحررة من الارهاب كون «داعش» قام بملء المناطق التي طرد منها بالالغام، وهو البند الذي ستركز عليه أيضاً كل من روسيا وايران.
بالمقابل تحاول واشنطن الاستمرار بمشاريعها الاستعمارية والانتهازية لكن هذه المرة من بوابة «الاكراد» فهي تحاول اللعب مجددا على ورقة الابتزاز من خلال دعمها لميليشيات « قسد» في الرقة، وقد طرحت مقترح مشاركة «الأكراد» في جولة المحادثات السابعة لتأكيدها هذا الدعم، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن واشنطن أبلغت المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا بضرورة ضم «الأكراد» إلى عملية المحادثات، والذي يتزامن مع تعليمات تركية لبعض أطراف «المعارضة» بالانصياع الى الشروط الروسية لكن بشرط اقصاء «الأكراد» عبر التعاطي بايجابية مع مقترحات موسكو، وهو ماينذر بتوتر جديد بين الحلفاء الأعداء واشنطن وأنقرة على خلفية هذه التصرفات.
وفي ظل المحادثات الدولية والانتصارات الميدانية تستمر ماتسمى «معارضات» الرياض بالتشتت والتشرذم بحثاً عن ممول يبقي فمها مفتوحا وأجنداتها جاهزة طبقاً للتعليمات التي تؤمر بالنطق بها، لكن هذه المرة بدأت هذه «المعارضات» بتلمس رأس تآمرها والخوف على مصالحها ومكانتها خاصة أن الممول الرئيس لها المملكة الوهابية بدأت تهديدهم برفع يد دعمها الارهابية بحجة أنهم يضمون الكثير ممن وصفتهم «بالمتشددين» وكأن كل من دعمتهم السعودية مسبقاً كانوا حمام سلام! الأمر الذي يعرقل عقد مؤتمرهم المزمع «الرياض2» والذي أخرته السعودية مرفقة بتهديد غير مسبوق لإيقاف الدعم المادي، الأمر الذي دفع ببعض المنصات «المعارضة» كمنصتي موسكو والقاهرة الى نيتها الاجتماع وتوحيد بعض الصفوف في الشهر المقبل من أجل إعادة توحيدها بقرار وتوافق دولي، فيما ذكرت بعض المصادر المطلعة أن السعودية بالتعاون مع مصر وروسيا، تعمل على توحيد المنصات الثلاث وتشكيل وفد تفاوضي من الشخصيات المعتدلة، وكان هناك مقترح بأن يرأس المدعو « أحمد الجربا» أو المدعو «خالد المحاميد» وفد التفاوض.
كل محاولات «المعارضات المعتدلة» لتوحيد صفوفها هي حبر على الورق وخارج إطار التأثير على أي تنظيم ارهابي يستمر بنشر الارهاب على الاراضي السورية، وما يثبت ذلك ماقامت به بعض التنظيمات الارهابية في ريف دمشق، حيث أفادت معلومات ميدانية عن قيام هذه التنظيمات باعتراض طريق قوافل المساعدات الانسانية ومنعها من العبور الى بلدات ريف دمشق، بل ذهب بهم التعنت الى طلب اتاوة بمقدار 5000 طرد غذائي، أي أن كافة هذه «المعارضات» لاتملك حتى جرة قلم في أي قرار من الممكن له ان يوقف ارهاب هذه التنظيمات وبأن ارهابها خارج نطاق كل المفاوضات والمحاولات التي تتسول خلفها عبر الدول المتآمرة على سورية.
فيما أدركت تنظيمات اخرى في ريف دمشق الشرقي أن لابديل عن القبول بنصر الدولة السورية وبأن لاقوة تستطيع هزيمة الجيش السوري، فبعد التسريبات الأخيرة عن قبول متزعمي 11 تنظيما ارهابيا للتفاوض مع الدولة السورية والدخول في مصالحة، رجحت مصادر مطلعة عن بدء عقد الاجتماع بالأمس بحضور وفد من الجهات المختصة والتنظيمات الارهابية بمنطقة القلمون الشرقي بحضور روسي لإتمام اتفاق المصالحة في تلك المنطقة.
ميدانياً شدد الجيش العربي السوري الخناق على التنظيم الارهابي «داعش» في أحياء مدينة دير الزور، وبسط سيطرته على حيي العرفي والعمال لتتقلص مساحة وجود التنظيم الإرهابي لحد كبير وهو في طريقه الى التلاشي في المدينة، كما قضى الجيش في ريف حماة الشرقي على أكثر من 30 إرهابيا من «جبهة النصرة» في محيط قرى «خربة جويعد» و»تم الهوى» و»أبو لفة»، والقضاء على بعض زعماء «جبهة النصرة» الارهابي يتزامن مع تسريبات ومعلومات محلية عن وجود أسلحة سامة في مستودعات وأوكار التنظيم الإرهابي في عدد من قرى وبلدات ادلب ولا سيما معرة مصرين شمال مدينة إدلب بنحو 9 كم.