من ذلك .. أنه في بدايات أم كلثوم، عندما كانت تغني ضمن فرقة والدها، جاءت إلى القاهرة مع الفرقة، ونزل الجميع في فندق ( جوردن هاوس ) ، وكان من نزلائه محمد البابلي المشهور بظرفه، وكان يحلو له أن يجلس بعد الغداء مع صبية جميلة تعمل في الفندق، يتحدث معها ويلاطفها، وكان ذلك يتم في بهو الفندق، ولاحظت أم كلثوم انسجامه مع الفتاة في جلسته، فأرادت أن تعكر عليه الجلسة، فكانت تخرج من غرفتها بشكل متعمد محدثه ضوضاء ولمرات عديدة بحجة أنها ذاهبة إلى الحمام .
تضايق محمد البابلي منها، ولجأ إلى حيلة لمنعها من الخروج من غرفتها، فذهب إلى والدها في غرفته، وقال له: عندي سر عن المطرب عبده الحامولي لايعرفه أحد غيري
فسأله والد أم كلثوم: ما هذا السر؟ .
فأجابه البابلي: إن سر احتفاظ عبده الحامولي بصوته جميلاً طوال حياته، أنه كان ينام دائماً بعد تناوله الغداء .
ونصح البابلي والد أم كلثوم أن تفعل ابنته نفس الشيء يومياً، فما كان من الوالد إلا أن ذهب إلى غرفة ابنته أم كلثوم، وطلب منها النوم، فاعترضت لأنها لاتشعر بالنعاس، فما كان منه إلا أن وضعها على السرير وغطاها.
فارتاح منها البابلي، وتفرغ لملاطفة الفتاة .
وفي عام 1951 زار القاهرة الموسيقي التركي منير نور الدين ضيفاً على معهد فؤاد الأول للموسيقا العربية، وأقام المعهد حفل شاي تكريماً له، حضره نخبة من أهل السياسة والفن والثقافة والإعلام .
وبعد أن أمضى المدعوون فترة من الحديث تقدم وزير خارجية مصر آنذاك صلاح الدين بك من أم كلثوم، وطلب منها باسم الحاضرين أن تغني، لكن أم كلثوم اعتذرت بسبب عدم وجود موسيقيين فأبدى الموسيقي التركي استعداده لمرافقتها على العود، واعتذرت أم كلثوم ثانية بسبب عدم وجود كورس يرافقها في الغناء، فتطوع عدد من الحاضرين للقيام بدور الكورس بينهم وزير الخارجية .
وبدأت أم كلثوم تشدو بأغنيتها ( غني لي شوي شوي ) وكان الكورس بقيادة وزير الخارجية يردد بعدها حتى إذا وصلت إلى المقطع الذي يقول (لأسحركم إذا غنيت ) صرخ وزير الخارجية صلاح الدين بك منتشياً: حصل ياست حصل .. والله العظيم حصل !!