تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربما في محطة

الملحق الثقافي
21/4/2009
قصة: ديما بعاج

منذ فترة وهو يفكر بالصمت وما الذي يدفعه إلى احتراف مهنة الرسم ليس الإبداع فقط ولا لذة العمل.. وتلاحقت اللاءات أمامه على طول الطريق،

ولحظة وقع التلاحق السريع في فخ الثبات ولأول مرة هبط المسافر في المحطة الأولى مع بقية المسافرين للاستراحة.‏

ضحك في نفسه «أين الراحة طالما أني حملت رأسي معي»‏

وها نحن نتقاسم نفس التذكرة ربما الخطأ ليس خطأه وحده فالجميع قد فعلوا ما فعل سحب آهة من سيجارته نفخها صفعه بيضاء في وجه الرجل المقابل له الذي ابتسم فورا و دون أن يستاء من هذا التصرف الوقح.‏

البسمة ضريبة يفرضونها على أفواههم‏

ربما هي كذلك نطق هذه الجملة وبصق فورا لأنه تذكر أنه سمعها من حكيم مرموق لا يملك في وجهه إلا أسنان بيضاء تشرق للحيوانات وللبشر على حد سواء .‏

هي جملة صحيحة على كل حال لو أني سمعتها منه دون أن أراه .‏

بصق مرة أخرى فتبلل ثوب الأنسة الجالسة بقربه توقع انفجار قنبلة يدوية أو كلامية أو على الأقل بصقة مماثلة وبعد تعب من الانتظار نظر في وجهها باستغراب قابلته الفتاة بأجمل ابتسامة لديها ففهم حالا أن هذه البسمة ليست ضريبة اضطرارية.‏

ربما هي قانون ينهي أي خلاف وبالفعل هاهي تترك مكانها لتجلس بجانبه‏

أسف .‏

لاتكن سخيفا‏

ما هو طموحك وكيف تقضين أوقاتك‏

أحب الحياة بكل أبعادها الشمس الطيوروأهم من كل شيء الجمال، الذي دفعني على الفور للتعرف عليك.‏

وبعد فترة صمت تفوه بها الحديث أخرج رسومات كثيرة من حقيبته فصافحته الفتاة وهرولت.رتب رسوماته على الطاولة أمامه كان بعضها ينتظر الخطوط النهائية والتلوين وبعضها الآخر ينتظر من يلقي عليه نظرة ولو بدافع الفضول.‏

وفي الحال أيقن أن الوجوه طردت من ملامحها الفضول واتسعت لكل بسمة صرخ في وجه الرجل الجالس أمامه:‏

لماذا نحب وعلى الدوام شيئا معينا لنكره بقية الأشياء بحقد لا يطالبنا الحقد به استقرت الصرخة في يد الرجل صافحها وجلس معها.‏

لماذا تصرخ ثم تغضب ثم تبتسم؟ حدد موقفك على الأقل ولا تتصرف كالمجانين !!‏

أريد أن أصرخ وأغضب وأبتسم، صدقني أنا أستطيع كل ذلك بنفس الوقت. هل تفهمني؟‏

بالتأكيد ولن أتركك إلا وأنت تبتسم وبملء جسدك اسمع أنت تملك أوراقا كثيرة أحتاجها بشدة في لف السندويش فلنساعد بعضنا التعاون مهم جدا. خذ هذا هو ثمنها ولكن أسرع قليلا لأن القطار سيغادر حالا.‏

شكرا لك ربما تكون محقا، فالتعاون سبيل البسمة بين البشر .‏

حمل بسمته وبقية أوراقه و أجلسها على مقعده في القطار ودع الركاب قفز إلى الطريق و بدأ بالبحث عن عنوانه الأكيد الذي أضاعه في محطة ربما.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية