تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصيدة الأدب وعتبة الكتابة

الملحق الثقافي
21/4/2009
غازي حسين العلي

على خلاف الوقت فإن الأدب هو الذي يلعب دور الصياد الذي يقوم باصطياد طريدته. ففي البدايات الأولى،

أو ما يطلق عليه تسمية الشباب المبكر، يستشعر الشاب أهمية ما يقرؤه من كتب، فيذهب إلى قول ما يشبهه أو أنه يسعى إلى كتابة نصوص يعتقدها أدباً، وغالباً ما تكون بدايته مع الخواطر التي تكون عادة تعبيراً عن قصة حب يعيشها أو ردة فعل على حدث اجتماعي أو وطني عارض.‏

ومن التجارب والمذكرات التي نستخلصها من كبار الكتّاب، نلاحظ أن مثل هذه الكتابات الفطرية شكّلت عتبة الرحلة التي ستكون بالنسبة إليهم في قادم الأيام قدراً لا فكاك منه. في المقابل فإن الأغلبية العظمى من هؤلاء الشبان يهجرون ما كانوا يعتقدونه هاجساً في خضم الحياة المعيشية، وربما يهجرون القراءة نفسها، فيصبح ما حدث لهم مجرد تجربة تعكس حال أيام عابرة من حياتهم.‏

بمرور الزمن يتجاوز ذلك الشاب عتبة الكتابة الفطرية لتأخذ بذرة الموهبة عنده شكلها النهائي، فنجده يتوجه إلى كتابة القصة أو الرواية أو المسرحية أو الشعر وربما كتابة النقد.. ولكن برؤية جديدة ليست كالتي كانت عليه. ورغم الاختلاف في تفسير ما يسمى بالموهبة، أهي تأتي مع الإنسان منذ خلقه أم أنها مكتسبة تتجذر مع التجربة والتراكم أو هي من هذا وذاك، فإن كتابة الأدب تشكل هوى الكاتب وكيانه ومصيره وهويته.‏

ملحق فواصل‏

قال أحد الكتّاب في معرض حديثه عن تجربته:إن الكتابة بالنسبة لي حالة لا أستطيع تفسيرها، فهي أبلغ من احساسك بالجوع وأعتى من رغبتك بالماء وأنت في صحراء قاحلة.. إنها الهاجس الذي لا ينفك يغادرك حتى يأتيك بما هو أكثر سلطاناً عليك.‏

ghazialali@yahoo.com‏

تعليقات الزوار

ضياء قصبجي  |  diakasab@scs-net.org | 23/04/2009 10:01

الأديب غازي حسين العلي الكتابة انكفاء على الذات و استخراج اللقى و الزهر والحجيرات الصغيرة ، وتحويلها إلى حروف وكلمات تنعش القلب ، وتغذي الروح . بالمناسبة أشكرك لمساعدة موفق في دمشق ، و أذكر لك أنك لم تعلن عن مؤلفي ( مذكرات لولوة ) الذي أرسلته لك مع غلاف ، كما أذكرك بقصتي ( الأنا الثانية ) كل الشكر لك ولأفكارك النيرة ضياء قصبجي - حلب 23 4 2009

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية