تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كـواكب النضـال الوطني

مراسلون
الخميس 7-5-2009
خالد محمد خالد

الشهادة أكبر من كل الكلمات وأكثر دلالة من كل البلاغات وقد تكون اللغة عاجزة عن استيعاب معانيها وأبعادها وجلال عظمتها، إنها قيمة القيم ورمز للنقاء والارتقاء إلى عالم الخلود الأبدي.

وإذا كان شهداء السادس من أيار هم أحد كواكب النضال الذي أضاء الدرب أمام هذه الأمة، فإنهم لم يكونوا أول تلك الكواكب ولا آخرها، فلطالما قدمت أمتنا العربية آلاف الشهداء لمقاومة ومواجهة حملات الاستعمار والغزو لوطننا العربي وما التضحيات الكبيرة التي قدمتها هذه الأمة إلا الدليل القاطع على عطاءات شهدائنا الأبرار ولم يكن شهداء أيار سوى قافلة من قوافل أمتنا على طريق الكفاح القومي من أجل السيادة والكرامة وأقاموا علاقة ربطت ماضي أمتنا بحاضرها، حينما واجهوا الموت بشجاعة وقدموا أرواحهم قرابين للوطن، وميزة الاستشهاد الذي حدث في السادس من أيار 1916 أنه أسس لعصر الشهادة في التاريخ العربي الحديث، وتحول استشهادهم إلى قوة دفع ثورية سمت بمفهوم الموت إلى مستوى قداسة الهدف.‏

لقد كان السادس من أيار مقدمة لسلسلة طويلة من أعمال الشهادة خلدتها ذاكرة الأجيال في السنوات والأحداث اللاحقة، وإذا كان شهداء أيار مقدمة للتحرر من الاحتلال العثماني فإن الذاكرة خلدت الشهداء الذين خاضوا معارك الشرف ضد الاستعمار على مدى عقود، وقد بدأت المعارك في سورية بمعركة ميسلون حيث قدم الشهيد يوسف العظمة مع رفاقه الأبطال أرواحهم دفاعاً عن الأرض والكرامة، واستمر ذلك في معارك الثورة السورية الكبرى في جميع المدن السورية من دمشق وغوطتها إلى حلب وإدلب واللاذقية والسويداء وحوران، ومن القنيطرة قدم الكثير من الشهداء أرواحهم فداء للوطن وعزته وكرامته ولا ننسى هنا أن نشير إلى أحد هؤلاء وهو الشهيد أحمد مريود حيث قدم ورفاقه أسمى آيات البطولة بتكريسهم الشهادة طريقاً لحرية الوطن واستقلاله.‏

ويشهد تراب الجولان وقمم جبل الشيخ وسهول ورواوبي القنيطرة على تضحيات أبطالنا وبطولاتهم الفذة في حرب تشرين التحريرية التي حررت الإرادة قبل أن تحرر الأرض.‏

وإن القوافل التي قدمها الشعب الفلسطيني من الشهداء، زادته إصراراً على انتزاع حقوقه وأصبح أكثر تمسكاً بأرضه ومقدساته، وماقوافل الشهداء الذين يقدمهم إلا الدليل الساطع على هذه الحقيقة.‏

إن شهداء فلسطين والعراق ولبنان اليوم وشهداء سورية والجزائر ومصر وتونس بالأمس كانوا على الدوام النبراس الذي ينير لأمتنا العربية طريق خلاصها، والكنز الذي تستمد منه أجيال هذه الأمة الحية صفات الشجاعة والإباء فهم من جادوا بأغلى ما يملك الإنسان في هذه الحياة ليعيش أبناء وطنهم أحراراً كراماً.‏

khaledgolan@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية