|
قهـــــروا العــــدو ... و حققـــوا الآمـــــال شؤون سياسية عندما ادعت أنها عثرت على وثائق سرية في دار القنصلية الفرنسية في بيروت وأحالتها إلى محكمة عرفية صورية في مدينة «عالية» بلبنان أصدرت حكمها الجائر الذي أشرنا إليه. وبذلك أصبح هذا اليوم عيداً للشهداء، وبعد نحو/45/ يوماً من ذلك التاريخ قامت الثورة العربية على الدولة العثمانية في العاشر من حزيران عام /1916/ بعد ذلك ، ومن خلال كفاح الشعب العربي في أغلبية الأقطار والدول العربية من أجل الحصول على الحرية والاستقلال، سقط الكثير من الشهداء على طريق الكفاح هذا في سورية ، ومصر، والجزائر، وفلسطين وغيرها، ففي سورية تصدى الثوار والمجاهدون في كل مكان للاستعمار الفرنسي، وبلغ هذا التصدي أوجه عندما استشهد البطل يوسف العظمة مع أربعمئة من رفاقه على أبواب دمشق في معركة ميسلون، مقدمين أروع الأمثلة في الإقدام والبطولة والاستبسال بعد أن كبدوا القوات الفرنسية المتفوقة في العدد والعدّة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، واستمر ذلك التصدي من خلال الثورات المسلحة التي شملت أنحاء سورية كلها وقدمت من خلالها التضحيات الكبيرة فداءً للوطن وقرباناً للاستقلال. وما يجدر ذكره أن القائد الخالد حافظ الأسد هو الذي جعل يوم السادس من أيار بشكلٍ رسمي عيداً قومياً يحتفل به كل عام ، عندما أصدر المرسوم رقم /897/ تاريخ 15-5-1974 بهذا الشأن.. وما جاء في مقدمته: «إن شعبنا واجه بشجاعة جميع الحملات والغزوات التي استهدفت أرضه وحريته وقدم قوافل الشهداء، ولهذا واعترافاً بفضل من ضحوا بدمائهم من أجل عزة الوطن تقرر جعل السادس من أيار عيداً قومياً للشهداء». لاشك أن إصدار مثل هذا المرسوم يحمل بين طياته معاني كبيرة في مقدمتها تكريم من جادوا بأرواحهم ودمائهم من أجل عزة الوطن وحريته واستقلاله.. إنها لفتة كريمة من قائد كريم تجاه مجموعة من رواد وأبطال من أبناء شعبنا قدموا حياتهم من أجل أن تحيا الأجيال القادمة بحرية في أرضها ووطنها.وبطبيعة الحال استمر هذا التكريم للشهادة والشهداء بأشكال متعددة لا مثيل لها في العالم أجمع ، الأمر الذي رسخ مفهوم الشهادة في الأذهان ، وجعله يترجم على أرض الواقع، فكانت حرب تشرين التحريرية المجيدة عام /1973/ والتي خاضتها سورية ومصر ضد العدو الصهيوني والتي حطمت أسطورة التفوق الصهيوني المزعوم، ودشنت بداية تصدع قدرة العدو الاسرائيلية، وبعدها ظهرت المقاومة الوطنية اللبنانية التي دحرت اسرائيل من الجنوب اللبناني عام/2000/ وألحقت بها هزيمة أخرى في تموز عام /2006/ عندما شنت اسرائيل حربها الظالمة على لبنان. وها هي المقاومة الفلسطينية في غزة تجبر العدو الاسرائيلي على الانسحاب من غزة من جانب واحد كما صمدت أمام جرائمه أثناء حربه الأخيرة عليها. لقد عاشت الشهادة في فكر القائد الخالد حافظ الأسد كقيمة لا تعلو عليها قيمة، عندما قال رحمه الله فيها « إنها قيمة القيم وذمة الذمم» وعندما وصف الشهداء أنهم « أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» ودعا إلى تكريمهم لأنهم حققوا الآمال وقهروا العدو. لقد أصبحت مقولة الشهادة قدر قواتنا المسلحة الباسلة والمثال الأرفع والأسمى لدى أبناء شعبنا بأسره، وانطلاقاً من ذلك يأتي دعم سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد للمقاومة، حتى أصبحت سندها الوحيد والأساسي على الساحة العربية، كما أصبحت سورية تشكل العمود الفقري للممانعة العربية في وجه المشروع الأمريكي- الصهيوني الذي يستهدف الهيمنة على الأمة العربية. ونستطيع القول بكل فخر واعتزاز إن صمود سورية وتضحياتها، وما تحملته وما زالت تتحمله من ضغوط كل ذلك ساهم في إحباط العديد من المشاريع الاستعمارية الهادفة بالدرجة الأولى إلى تصفية قضية فلسطين وفرض الاستسلام على العرب.
|