تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


د.لبانــة مشــوح عضواً جديـــداً فــي مجمـع اللغــة العربيــة

ثقافة
الخميس 7-5-2009م
عمار النعمة

لقد عرفتم مجمع اللغة العربية صرحاً تطوف في أرجائه أصداء تاريخ لغتنا العربية وماكان لها من أمجاد في زمان غابر، وما طرأ عليها من تغيرات، هي التي جعلت منها الحامل المتميز للهوية العربية والنبع الثرّ الذي تستقى منه الأسس الفكرية للحضارة العربية.

هذا مابدأ به د. مروان المحاسني كلمته في حفل استقبال الدكتورة لبانة مشّوح كعضوة جديدة في مجمع اللغة العربية حيث قال:‏

لاشك أنكم شهود على مايثار من ضجة حول واقع اللغة العربية في عالم اليوم، وعلى تلك المساعي لتغليب العامي على الفصيح في محاولة لإقصائها عن العلوم، وإبقائها لغة تراثية حاملة لتاريخ قد انقضى وهي قاصرة عن مواكبة تطورات الحداثة لأنها لغة الدين، فهي تراوح في مكانها لاتستطيع تجاوز الصيغة القرآنية، إلا أن هذه الحقيقة لاتعني ان اللغة العربية محصورة في ماورد في كريم الآيات من ألفاظ فاللغة العربية من أوسع اللغات في العالم ، ويكفي أن نذكر أن معجم تاج العروس يتضمن مئة وعشرين ألف مادة مجردة غير مزيدة.‏

إن أولئك الجاحدين المتنكرين لحقيقة ماتمثله اللغة العربية في مجالات الحضارة العالمية يضيفون أن الأولوية يجب أن تكون اليوم للعاميات السريعة التطور والتطابق مع الحداثات الوافدة، وقبول هذا المنطق يجعل مصير العربية مماثلاً لمصير اللاتينية التي كانت لغة علم وأدب وثقافة مادامت الامبراطورية الرومانية قائمة فإذا بها تتبلبل بدخول البرابرة من الإفرنج إلى حياض الامبراطورية ولذلك كله لن نقبل بالإقرار بعجز اللغة العربية عن التعبير المطلوب في المجالات المعرفية، ونحن نسعى إلى بذل الجهود لإيصال أبنائنا إلى المعرفة الحقيقية عن طريق لغتهم الاصلية وليس إلى وهم المعرفة بلغة لايملكون ناصيتها.‏

مختتماً بالقول: نرحب اليوم بالدكتورة لبانة مشوح عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية، كما نرحب بما تدخله من شغف بالدراسات اللغوية واستعداد لاعتماد الدراسات اللسانية الحديثة أساساً لفهم أوسع للغتنا العربية.‏

أما السيد جورج صدقني فقد أكد أن عضوية أي عالم في المجمع هي تكريم لهذا العالم وليست تكريماً للمجمع، ومن جهة أخرى فإن من حق مجمع اللغة العربية في دمشق أن يعتز ويفخر أنه أول مجمع لغوي عربي ينتخب امرأة لعضويته وذلك اعترافاً منه بأن النساء شقائق الرجال، وهذا اعتزاز طبيعي يرافق الحصول على المرتبة الأولى في أي مجال كاعتزاز مجمعنا أنه أقدم المجامع اللغوية العربية وأعرقها وهذا قياس مع الفارق!‏

إن نهج سورية في تكريم المرأة وفي فتح الأبواب كلها أمامها لتولي ماهي جديرة به من مسؤوليات في مختلف النواحي الادارية والسياسية وغيرها في المجتمع ليس غريباً على سورية التي كانت دائماً ومازالت رائدة في كل مجال وليس جديداً على دمشق قلب العروبة النابض التي اعتادت منذ فجر التاريخ أن تحمل رسالة العروبة والحضارة إلى كل مكان، ولذلك فإننا مازلنا نأمل في أن تحذو المجامع العربية الأخرى حذو مجمعنا وألا يطول الانتظار ، فخير البر عاجله.‏

كما قدم السيد صدقني لمحة عن مؤهلاتها العلمية حيث قال: حصلت د. لبانة على الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها من جامعة دمشق، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في الأدب ونالت دبلوم الدراسات المعمقة في اللسانيات العامة من جامعة باريس ونالت من الجامعة نفسها شهادة الدكتوراة في اللسانيات العامة. وهذا كله غيض من فيض، أما ما يعلقه المجمع في آمال على المناشط التي ستنهض بها الزميلة الوافدة فهي مروحة واسعة جداً تبدأ من الترجمة والأساليب والأدب المقارن ولاتنتهي باللسانيات ووضع المقابلات العربية لمصطلحاتها الاجنبية ونحن على يقين أنها أهل لذلك كله.‏

العضو الجديد د.لبانة مشوح أشارت أن الأقدار وحدها اختارت الحديث عن سلف مجمعي وهو (سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري الملقب بالدمشقي)، وبعد أن لخصت حياة هذا المجمعي الجليل وقدمت لنا نبذة عن حياته قالت: بدا لي العنحوري من خلال مؤلفاته رجلاً فُطِر على حب اللغة الفصحى والاشتغال بقيد أوابدها وأشعارها، كان فصيح العبارة، شجي القول، كما كان وطنياً متمسكاً بعروبته، معتزاً بإتقانه للغة العربية وهو العارف لعدد من اللغات الأخرى كالتركية والفرنسية.‏

نظم الشعر الغزلي دون المراهقة فكانت أول غزلية له وهو في السادسة عشرة من عمره، وإلى جانب الغزل نظم مديحاً وهجاءً ورثاء كما أنه سجل آراءه في الحياة والفلسفة والأخلاق والسياسة.‏

كان رائداً من رواد النهضة، حيث أعجب بالحضارة العربية التي أخذت عن الشرق الحضارة كوكباً ثم حولّته إلى بدر منير، واحتكمت للعقل وانتهجت الاستنباط والاستقرار والاستحداث، كان من أولئك المتنورين الذي يعملون في الظلماء مشكاة وفي المجاهل هداة، آمن بالعقل ركيزة أساسية للحرية والتقدم وبالأخلاق أساس العدل والمساواة كما أكدت أن اللغة رهن بأهلها، ولغتنا العربية رهن بنا ومستقبلها مسؤوليتنا دون سوانا فإذا ماتحلينا بفكر مبدع اغتنت وكان مستقبلها عظيماً كماضيها وإذا تراخينا واستكنّا تقهقرت واضمحلت فتأتي لغات أخرى أقوى وأكثر حيوية لتحل محلها لغة علم وتواصل.‏

وقد اختتمت بالقول: نسأل الله أن يعيننا على حمل الأمانة والوفاء بها وأن يبصرنا بسبل الحفاظ على لساننا العربي وإغنائه ونشره والترغيب فيه لاالترهيب منه خشية الوقوع في الزلل.‏

أعانني الله على تحقيق الغرض الذي انتخبت لأجله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية