تتضمن البدء الفوري بالمحادثات ولكن على عدة مسارات (سياسي وأمني واقتصادي) دون الاشارة إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، أوالحل القائم على «دولتين» والذي يدعو إليه الرئيس الاميركي باراك أوباما.
دعوة نتنياهو هذه تأتي قبل أيام قليلة على زيارته لواشنطن، يحاول من خلالها تقديم نفسه على انه مستعد للسلام ـ الذي لا يؤمن به بالاصل ـ بهدف تجنب أي صدام مع الرئيس أوباما الذي يصر على احياء عملية السلام الهادفة لاقامة دولة فلسطينية، وذلك للحصول على المزيد من دعم الادارة الاميركية وتحريضها ضد ايران والذي سيكون الموضوع الابرز الذي سيثيره في البيت الأبيض.
كذلك يريد نتنياهو من خلال مقاربته الجديدة تلك وضع المزيد من العراقيل امام أي تسوية محتملة، وايجاد بدائل عن القضايا الخلافية الجوهرية كالقدس واللاجئين والمستوطنات، وبالتالي العودة بالمفاوضات الى نقطة البداية، والتستر خلفها لاستكمال مشروعه العنصري المتمثل بتصفية الوجود الفلسطيني واقامة « الدولة اليهودية».
وقد اعتادت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على اسلوب المراوغة وخداع العالم بأنها ترغب بالسلام، وبنفس الوقت تقتل كل المبادرات الساعية لايجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، ونتنياهو يسعى كغيره لتهجير الفلسطينيين وتوسيع دائرة الاستيطان لفرضها كواقع يصبح معه اقامة دولة فلسطينية على مساحة مقطعة الاوصال بالامر المستحيل.
وازاء ذلك فإنه يتعين على ادارة أوباما اثبات صدقيتها في تحقيق السلام، واظهار جديتها بالضغط على حكومة نتنياهو للانصياع الكامل لشروط ومتطلبات السلام، وكذلك على التنبه لخطورة مايسعى إليه نتنياهو والعمل معاً وفق رؤية موحدة تضع حداً للانتهاكات التي ترتكبها حكومته المتطرفة بحق الشعب الفلسطيني.