وأشار تيسير الزعبي مدير مكتب رئيس الوزراء رئيس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة التحضيرية الى أن هذه الاجتماعات تعد ملتقى للافكار والاراء التي تشكل قوة دفع لمسارات التعاون المشترك التي تلبي تطلعات وامال الشعبين الشقيقين وتستجيب لتوجيهات قيادتي البلدين.
وأعرب الزعبي عن أمله بأن تنعكس نتائج الاجتماعات بصورة ايجابية ومتميزة على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتتيح الفرصة للوقوف على المعوقات التي تحد من زيادة حجم التبادل التجاري ووضع الآلية المناسبة للارتقاء بالعلاقات الثنائية الى المستوى المأمول وبما يتيح الاستفادة من الطاقات الفعلية والكامنة لدى البلدين اللذين يمتلكان موقعاً جغرافياً متميزاً وموارد اقتصادية وبشرية مهمة.
وأكد الزعبي ضرورة ازالة المعوقات التي تحد من زيادة حكم التبادل التجاري وتهيئة الظروف والوسائل التي تساعد على ذلك ولاسيما تفعيل عمل اللجان الفنية المشتركة ودور رجال الاعمال لوضع التصورات اللازمة لمستقبل العلاقات الاقتصادية والعمل على تطوير وتعديل اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بما ينسجم مع التطورات الاقتصادية الحاصلة في كلا البلدين وتفعيل العمل في اطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتأكيد المشترك لأهمية تنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمبادرة لاقامة خط نقل بحري بين الموانئ السورية والتونسية وذلك بهدف تخفيف العوائق التي تعترض انسياب السلع الى أسواق البلدين وتخفيف تكاليفها وأعبائها المالية.
من جهته أكد علي القوطالي المدير العام للشؤون العربية والاسلامية بوزارة الشؤون الخارجية رئيس الجانب التونسي في اجتماعات اللجنة عمق العلاقات السورية التونسية وضرورة تعزيزها وتطويرها بما يسهم في خدمة الاهداف المشتركة للبلدين الشقيقين لافتا الى أهمية اجتماعات اللجنة ودورها في وضع الآليات المناسبة لدفع علاقات الاخوة والتعاون والارتقاء بها الى المستوى المطلوب.
ودعا القوطالي الى تفعيل دور رجال الاعمال والمشاركة في المعارض الدولية التي تعقد في البلدين واستكشاف الفرص الجديدة للتكامل واعادة النظر فيما تم تحقيقه من تعاون في المجالات الصناعية والاقتصادية والتجارية وغيرها من المجالات بهدف تعزيزه وتطويره مؤكدا ان الاطار القانوني الذي ينظم العلاقة بين البلدين الشقيقين يتجاوز 130 اتفاقية ومذكرة تفاهم وضرورة تفعيلها لخدمة الاهداف المشتركة للجانبين.
ولفت الى أن الحرص المشترك على انتظام أعمال اللجنة يعتبر دليلا مهما على الرغبة المشتركة لدى الجانبين لتطوير العلاقات بينهما في مختلف الميادين داعيا الى توسيع التشكيلة السلعية والابتعاد عن التعقيدات الادارية لزيادة حجم التجارة البينية بين البلدين.
بعد ذلك باشرت اللجان الثلاث التي تم تشكيلها اجتماعاتها وهي لجنة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري التي ضمت ممثلين عن المالية والمصارف والجمارك والنقل والصناعة والزراعة والتجارة والاستثمار ورجال الاعمال ولجنة التعاون العلمي والفني والخدمات التي ضمت ممثلين عن السياحة والاسكان والتعمير والصحة والاتصالات والبيئة والتعليم العالي والثقافة والاعلام والشؤون الاجتماعية والعمل والكهرباء والنفط ولجنة التعاون السياسي والقنصلي التي ضمت ممثلين عن وزارات الخارجية والعدل والداخلية.
وتم تشكيل لجنة للصياغة ضمت رئيسي اللجنة التحضيرية ورؤساء اللجان الثلاث لاعداد مشاريع مذكرات التفاهم والاتفاقيات وبروتوكولات التعاون لرفعها لاجتماعات اللجنة العليا.
حضر الافتتاح تيسير علوني سفير سورية في تونس ومحمد العويتي سفير تونس بدمشق وممثلون عن مختلف الوزارات والمؤسسات ورجال الاعمال في البلدين.
الثورة التقت على هامش الاجتماعات التحضيرية مدير العلاقات العربية في وزارة الاقتصاد والتجارة عبد الحكيم قداح الذي قال ان هذه اللجنة تجتمع سنويا لمناقشة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين للعمل على تذليل العقبات وتطوير العلاقات الاقتصادية في ضوء المستجدات الاقتصادية العالمية وكذلك للاطلاع على القوانين والمراسيم التي تصدر في كلا البلدين والتي يمكن الاستفادة منها لتذليل العقبات وتطوير العلاقات وصولا بها الى مستوى الطموح.
واضاف انه يمكن ان يقام ما يسمى بشراكات التسويق العالمي بين البلدين لتسويق منتجاتنا الى داخل تونس ومنها الى العالم الاوروبي مثل المنتجات الزراعية والنسيجية بكل فروعها مبينا ان لدى الوفد السوري بعض الملاحظات وبعض المقترحات التي تهدف الى زيادة حجم التبادل التجاري واوضح قداح انه لابد من الاستفادة من امكانية فتح اسواق تصدير بين البلدين الى البلدان الاخرى خاصة اذا علمنا ان اسواق البلدين لها طاقة استيعابية محددة والتوسع في التبادل التجاري ممكن ولكنه سيكون على حساب دول اخرى.
وتابع ان هناك اتفاقية في مجال الاستثمار بين البلدين سنعمل على تعديلها في ضوء حزمة القرارات والمراسيم التي صدرت في سورية .
كذلك التقت الثورة بالسفير التونسي في دمشق السيد محمد عويتي الذي اوضح ان الاجتماعات السنوية للجنة السورية التونسية تجتمع سنويا وبانتظام وهي من اللجان العربية القليلة الملتزمة بمواعيد اجتماعاتها وهذا الاجتماع يشكل فرصة مباركة لتفعيل العلاقات بين البلدين والارتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية لذلك فإن عددا كبيرا من الوزارات والمؤسسات ستحضر هذا الاجتماع ونحن نتفاءل بالخير الكثير من هذه الاجتماعات.