حرب الاقتصاد سارت بالتوازي على خطى معارك الميدان، فكانت الدول المعتدية وأدواتها الإرهابية تستهدف عصب الحياة الاقتصادية في سورية ..تسرق ما تستطيع وتدمر ماتصعب سرقته، وكان النفط والقمح في قائمة الاستهدافات بعد المدن الصناعية وشبكات الطرق البرية والحديدية.
اليوم تعود الحرب الاقتصادية بفصول أصعب وأشد بعد أن قطعت الدولة السورية أشواط الحرب الميدانية الساخنة ودحرت الإرهاب على مساحات واسعة، فمنابع النفط التي حركّت عجلة الاقتصاد على مدى عقود دون الحاجة لاستيراد نقطة نفط واحدة، أصبحت تحت نيران المحتل الأمريكي وأدواته الرخيصة مترافقة بحصار اقتصادي تمارسه الولايات المتحدة على الأرض وفي البحار.
أبعاد الحرب الاقتصادية تتوضح يوماً بعد يوم، لاسيما مع تكشف حقائق جديدة تفضح حقيقة ارتباط هذه الحرب بمصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي عهدت له ميليشيات «قسد» وأجسامها السياسية سرقة النفط السوري- شراكة وتآمراً أقل مايقال فيها - على حساب قوت ومصالح الشعب السوري الذي تجهد حكومته لتأمين المشتقات النفطية على جبهات عدة.
وكذلك أضحت حقول القمح في الشمال الشرقي التي نجت من حرائق الحقد المتنقلة، هي الأخرى رهينة المحتل وأدواته التي تعمل على تعطيل استلام الدولة للمحصول من الفلاحين وتمنعهم من الوصول إلى مراكز استلامه.
لاشك أن المعركة قاسية على جبهة الاقتصاد، كما هي على جبهات الميدان حيث رجال الجيش يدفعون الغالي والرخيص لدحر الإرهاب المدعوم من النظام التركي ومن الحامي الأمريكي، لكن السوريين الذين تجاوزا عنق الزجاجة في حرب لم ترحم أيا منهم، قادرون اليوم بالصبر والإرادة واجتراح الحلول على السير للأمام مهما اشتدت الصعاب.. وما مشاهدهم في مواقع العمل يرممون ويعيدون الإعمار وعلى بيادر القمح يجمعون المحصول.. سوى علامة من علامات الانتصار.
نفطنا المسروق لن يبقى كذلك طويلاً، وكذلك قمحنا ورغيف خبزنا، لأن رهان المرتهنين للأمريكي والإسرائيلي خاسر، والرهان على إرادة الشعب أقوى وأبقى.