وهي منظومة صاروخية ذات قدرة سريعة على ملاحقة أهداف عدة في
آن واحد، ومصمّمة لتدمير الطائرات والصواريخ البالستية والبحرية المجنّحة.
فعاليتها وسعرها أيضاً دفع أكثر من ١٣ دولة ومنها الصين والهند وتركيا والسعودية وقطر والجزائر بالسعي لاقتنائها.
وحسمت تركيا الأمر الذي فيه احتارت، فاختارت، واستلمت الدفعة الأولى من منظومة الصواريخ الأس400 الروسية والباقي على الطريق لتضرب واشنطن أخماس الأسئلة بأسداس الخيارات بعدما وضعت أنقرة أمام المفاضلة الشهيرة طائراتنا الشبح الأحدث أو صواريخهم المغرية في مطاردة الأشباح من طائرات وصواريخ.
وتلك هي الصورة المصغّرة لما تبدو عليه كفتا الميزان العسكري وفق خبراء بتفوق واشنطن في القدرات الجوية وقدرة روسيا الأعلى في الدفاع الجوي، وذلك بمقارنة الأس400 بالباتريوت الأميركي الباهظ الثمن بنحو الضعف، حيث قدر مسؤولون بالبنتاغون سعر منظومة الأس400 بنحو ٥٠٠ مليون دولار، بينما يصل سعر بطاريتين من صواريخ باتريوت الأميركية إلى ١مليار دولار وهو ما يعكس حجم المنافسة الروسية الأميركية في هذا المضمار.
الأس 400 وجيلها القادم الـ500 أكثر تغطية وتنوعاً وأوسع مدى وبنصف السعر ولهذا تتسابق عليه الدول.
لصواريخ المنظومة القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية من على بعد ٦٠٠كم، ولها قدرة على تدمير الأهداف البالستية من على بعد ٥كم وحتى ٦٠كم.
تحلّق بارتفاع أدنى يبلغ ١٠٠ متر عن سطح الأرض ويمكنها الوصول إلى ارتفاعات عالية تصل إلى ٢٧كم، وتبلغ سرعتها نحو ٤٨٠٠متر/الثانية.
وتستطيع الأس400 توجيه ٧٢ صاروخاً في آن واحد، ويمكنها تدمير ٣٦ هدفاً جوياً فقط في الوقت نفسه، وتحتاج ما بين خمس وعشر دقائق لتتخذ وضعية الرصد والهجوم، كما يحتاج الصاروخ الواحد إلى ثلاث دقائق فقط ويستجيب النظام للهدف في أقل من عشر ثوان.
من أبرز الطائرات التي يمكن استهدافها بالمنظومة: طائرة الشبح والقاذفات الاستراتيجية وطائرات الاستطلاع والإنذار المبكر والطائرات المسيرة.
وبالعودة لموضوع صفقة الأس400 التي تمّت ما بين تركيا وروسيا، أعرب الناتو عن قلقه من شراء أنقرة المنظومة الروسية، وأن الإشارات الأهم تبقى تلك القادمة من واشنطن لما ستكون عليه العلاقة وكيف حال المستقبل المدفوع بتراكمات الماضي.
لمكان التسليم دلالة (قاعدة مرتد)، وهذه القاعدة اتخذها الضباط الانقلابيون الأتراك قبل ثلاث سنوات مقراً لهم في محاولة الانقلاب في مثل هذه الأيام، وليست خافية مرارة لامست الاتهام من الرئيس التركي يومها تجاه واشنطن وكان أوباما رئيساً لأميركا وحينها سكت وأطال السكوت.
وأيضاً وقفت أميركا إلى جانب الميليشيات الكردية المسلّحة شمال سورية قرب حدود تركيا ودفعت بهم للسيطرة، فيما فسرها الحليف التركي طعنة في الظهر فوسّع خياراته وفتح أبواب التنسيق مع روسيا.
وهكذا تكون الأس400 من حديث النهايات للبدايات حيث تقول واشنطن إن تركيا لن تحصل على طائرة الـ f35 إن أتمت الصفقة الروسية وقد فعلت وانتهى الأمر، وبخطوة أردوغان هذه عليه أن يرفع درجة توقعاته لمستوى احتمالية عقوبات أميركية قد تؤذي الاقتصاد التركي غير المتعافي تماماً من أزمة العملة.
والأهم كيف سترتسم التحالفات وتتشكّل الأقطاب بعد هذه الصفقة؟ وهل تفرّق المنظومات ما جمعته السنون؟