تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى الثورة الإسلامية..إيران الرقم الصعب في مواجهة المشروع الغربي الصهيوني‏



متابعات سياسية‏
السبت14-2-2015‏
منير الموسى‏

منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في 11 شباط 1979 تحول الشعب الإيراني، وهو صاحب واحدة من أقدم الحضارات في العالم، إلى رمز في المقاومة بمواجهة الظلم والاستكبار العالمي ورفض التبعية إلى أي قوة عظمى،

وأثبت أنه لا يخضع لمنطق القوة وأنه سيردّ بضربات مقابلة على كل من تسوّل له نفسه بإهانته، وبلغت المعارضة المتنامية للنفوذ الأجنبي ذروتها خلال الثورة الإيرانية التي أدت إلى إنشاء جمهورية إسلامية في 1 نيسان 1979. وتستند علاقات إيران الخارجية على مبدأين استراتجيين: القضاء على التأثيرات الخارجية في المنطقة والسعي لاتصالات دبلوماسية مكثفة مع البلدان النامية ودول عدم الانحياز. وإيران تقيم علاقات دبلوماسية تقريبا مع جميع أعضاء الأمم المتحدة، ما عدا إسرائيل التي لا تعترف إيران بها منذ قيام الثورة الإيرانية، وكذلك الولايات المتحدة التي تستمر في العداء لإيران وتريد تركيع شعب إيران.‏‏

ورغم مرور 36 عاماً على قيام الثورة الإسلامية فهي لا تزال الملهم لأجيال الثورة في العبر والدروس القيمة لتواصل مسيرتها الرائدة، ولا تزال الأنموذج بكل المقاييس لكل الأمم المستضعفة في العالم وخاصة البلاد الإسلامية، ممهدة الطريق لثورات سياسية مهمة على المستوى الدولي والإقليمي، وقد قلبت كل معادلات الغطرسة وناهضت القوى الغاشمة ورفضت كل أشكال الاستعمار في العالم، وكذلك الأنظمة العميلة للاستعمار، ودعمت مقاومة الشعب الفلسطيني أمام الجرائم الفظيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب والتهديد الذي يشكله هذا الكيان المجرم للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وتنادي بالدفاع عن القدس الشريف وطرد المحتلين من الأراضي الفلسطينية وعودة الفلسطينيين إليها باعتباره السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية.‏‏

وهذا لم يمر دون أن يثير تجاه الشعب الإيراني غلّاً لامتناهياً لدى نظام الغطرسة العالمي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية التي أُغلقت سفارتها في إيران منذ 4 تشرين الثاني 1979 أي بعد عام تماماً على استشهاد طلبة إيرانيين كانوا يحتجون على علاقة الشاه مع أميركا وعلى استبداده.‏‏

وحيكت المؤامرات من كل صوب وحدب على هذا الشعب المقاوم وتضافرت جهود قوى دولية رغم التنافر بينها من أجل إضعاف الثورة الإيرانية منذ الأشهر الأولى على قيامها، من خلال حرب بالوكالة شنها في 22 أيلول 1980 النظام في العراق آنذاك واستمرت حتى عام 1988 ولم تستطع تلك الحرب رغم المساعدات المالية والعسكرية الأجنبية (بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً) أن تفت عضد الثورة بل زادتها قوة، ففي أعقاب الحرب ركزت السياسة الإيرانية على قطاع الأعمال في عملية إعادة البناء وتعزيز الاقتصاد دون أي تقاطع مع أيديولوجية الثورة وبالتوازي مع جعل إيران أكثر حرية وديمقراطية وانفتاحاً، بمواجهة العقوبات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية ومواجهة الدعاية التي أشاعت العداء ضد الثورة.‏‏

36 عاماً مرت على انتصار الثورة الإسلامية في إيران ويتابع الشعب الإيراني، رغم الضغوط والصعوبات، وبكل اقتدار طريق التقدم في كل المجالات. والولايات المتحدة فعلت كل ما بوسعها خلال هذه السنوات لتبث الاستياء واليأس والفتنة بين الإيرانيين، ولا ينفك قاطنو البيت الأبيض يكررون أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، من العقوبات إلى الحرب. ومع ذلك لم تستطع استراتيجياتهم الهادفة إلى تطويع إيران أن تفلح، وثمة رسالة واضحة أرسلت على الملأ لكل أعداء إيران قبل ثلاثة أيام في 11 شباط الجاري: كما خلال 36 عاماً مضت.. المسيرات الشعبية عمت كل ربوع إيران لتحيي عيد الثورة الإسلامية المستمرة.. ورفع المتظاهرون الذين توافدوا من القرى إلى العاصمة طهران وعواصم الأقاليم، شعارات تنادي بوحدة المسلمين في مواجهة ما يسمونه الاستكبار الدولي.. مسيرات هادرة في كل أنحاء المدن الإيرانية للاحتفال بالعيد الوطني للبلاد السادس والثلاثين، والذي يوافق ذكرى سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي، ووصول الإمام الخميني من منفاه في فرنسا وإعلان قيام الجمهورية الإسلامية. وحرص الشباب على عادتهم السنوية بحرق علم إسرائيل والعلم الأميركي وسط هتاف النساء والرجال بحماسة منقطعة النظير: الموت لأمريكا.. ولإسرائيل.. لتظلّ إيران في العقد الرابع من ثورتها الرقم الصعب في مواجهة المشروع الغربي الصهيوني، في الوقت الذي تطمح فيه لنظام عالمي يقوم على السلام العالمي والعدالة الدولية، وأن تنتصر الشعوب على الاستعمار ووكلاءه في حروبه سواء كانوا من المرتزقة التكفيريين أم من الدول الخاضعة والخانعة له.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية