تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انتصارات دمشق تتأكد وأوهام العدوان تتبدد.. المشهد إلى أين ؟

متابعات سياسية
الثلاثاء 24-10-2017
فؤاد الوادي

بعيداً عن كل المحاولات الأميركية ومعها الإسرائيلية التي تجهد يائسة للعبث بحوامل الواقع المرتسم على الأرض - العدوان الإسرائيلي الأخير على ريف القنيطرة يصب في هذا الهدف- فإن المشهد اليوم بات أوضح من أي وقت مضى،

حيث بدأت عناوينه وملامحه الأساسية بالتشكل أكثر فأكثر بانتظار مرحلة المخاض الأخير الذي سيكون بداية عهد جديد لواقع بقواعد وإحداثيات اشتباك جديدة سوف تنسف كل ما سبقها.‏

على هذا النحو تسير إحداثيات المشهد وفق مسارين متوازيين باتا حقيقتين ثابتتين برغم كل المحاولات الأميركية لطمسهما وتشويهما، المسار الأول أو الحقيقة الأولى يرصد تلك انتصارات الجيش العربي السوري، تلك الانتصارات التي باتت حقيقة ثابتة واكيدة في الميدان، حقيقة لا جدال فيها ولا نقاش وباعتراف أطراف العدوان على سورية وبشكل خاص بعيد امتلاك الدولة السورية وحلفائها لزمام المبادرة بشكل مطلق واستعادتها لكافة المدن والمناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، وهذه الحقيقة بدأت بالتجذر والظهور على سطح المشهد بعيد تحرير مدينة حلب لتتأكد وتترسخ وتنمو سريعاً مع تتالي الانتصارات الكبرى التي حققتها دمشق، وخاصة الانتصار الأخير في دير الزور والميادين وقبلهما انتصارات البادية و حمص وحماة وريفيهما، وما دعم هذه الحقيقة وجعلها أكثر وضوحا ورسوخاً على الأرض تتالي الانتصارات السياسية لدمشق سواء في الخارج على مختلف الحلبات السياسية - اجتماعات جنيف وجولات آستانة وجلسات مجلس الامن وما يوازي ويقابل ذلك من التهافت الكبير المستمر من قبل السياسيين والمسؤولين والإعلاميين الغربيين والعرب لزيارة سورية وارتشاف الحقيقة من مصدرها الرئيس دون تشويه أو تسفيه أو تسميم -، أو في الداخل التي انعكست مصالحات وطنية في الكثير من المناطق السورية.‏

المسار الثاني أو بالأصح الحقيقة الثانية التي بدأت تكبر وتتورم وتتضخم بشكل مضطرد مع تسارع وتيرة الانتصارات المتدحرجة للدولة السورية وتتمثل بتلك الأوهام والمشاريع التي لا تزال تتبدد وتتحطم أمام طوفان الإنجازات السورية والتي جعلت من أصحاب هذه المشاريع بمختلف أهدافهم وادوارهم وطموحاته كالثيران الهائجة التي تضرب هنا وهناك بعد أن فقدوا جُل أوراقهم وخياراتهم ، بما فيها تلك البديلة التي أُطلق عليها خيارات الضرورة التي فقد فقدت بريقها وجوهرها وحواملها الأساسية مع تجذر وترسخ الحقيقة الأولى التي أعطت زخما ودفعاً قوياً لـ لاعبيها وأطرافها الذين أصبحوا المتحكمين بسيرورة ومجرى الاحداث بل والصانعين للاستراتيجيات التي تفرض ظلها وظلالها على المنطقة بأكملها.‏

ثبات المشهد بين الانتصارات المتدحرجة لدمشق وبين الأوهام المتبددة لأطراف العدوان وفي مقدمتها أميركا وإسرائيل فرض على جميع تلك الأطراف سياسات واستراتيجيات تواكب تسارع وخطورة التحولات التي قلبت المعادلات والموازيين والقواعد التي كانت الولايات المتحدة تحكم بها المنطقة والعالم دون منازع.‏

الأميركي لا يزال محافظاً على سلوكه وسياسته، لجهة تشبثه برهاناته وخياراته التي يستبدلها الأميركي ويعيد انتاجها بما يناسب ويواكب التطورات التي تسير كالإعصار بسرعة كبيرة يأكل كل المشاريع والطموحات، الاعصار الذي يتصدى له الاميركي ويواجهه باستدعاء متواصل للتصعيد والعدوان الذي بات سمة دائمة للسياسة الأميركية خلال الأيام والاسابيع القليلة الماضية، وهذا الامر شكل دليلا واضحا على أن الإدارة الأميركية لم تخرج من عنق الزجاجة بل سقطت الى عمقها بسبب الهزائم المتلاحقة لأدواتها في الميدان السوري، وهو ما يدفعها في كل مرة الى الوقوع في نفس الحفرة عبر استحضار كل خياراتها الساقطة وغير الساقطة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية