و ترامب هو الشخص الوحيد في الإدارة الأميركية الذي يعتقد بأن إلغاء الاتفاق ليس حماقة خطيرة او مخاطرة من قبل ادارته.
فهو وعد قاعدته الموالية ، وقال بأنه سوف يفرغ الاتفاق النووي الايراني من مضمونه السلمي .
و السؤال الذي يطرحه الكثير من الاميركيين المعارضين لافكار رئيسهم،كيف يمكن لترامب فعل ذلك وهو يعرف تمام المعرفة بأنه إذا حصل ذلك فعلا فهو سيسهم في تفجير العالم ؟
يبدو أن ترامب محفور في ذاكرته بانه اذا فعل ذلك مع ايران فانه يسعى لإنقاذ أميركا وهو يرى أن فرض العقوبات هو الأسلوب الانسب للتعامل مع ايران ،وفي شهادته أمام الكونغرس الشهر الماضي قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية وهو من اكبر الداعمين لمشروع ترامب الجديد ضد إيران أكد إن جهاز الأمن القومي بكامله، بما في ذلك كيلي، يرون انه لابد من دعم ترامب في خطته الجديدة تجاه ايران بالرغم من التزام ايران بشروط الاتفاق النووي المبرم مع الولايات المتحدة الأميركية . كما إن الرصد العلمي والموضوعي الفعلي لاتفاق إيران يتم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لامن قبل دونالد ترامب، حيث يقوم مفتشوهم باستمرار بفحص المعلومات التي تنتقل على مدار الساعة بواسطة كاميرات المراقبة والمراقبين على الإنترنت و اختبار أختام الألياف الضوئية على المعدات النووية.
إنه نظام التفتيش هذا هو الاكثر قوة في العالم و هو الأكثر دقة وتقدما من الناحية التكنولوجية في التاريخ، وقد قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تفي بالتزاماتها. وجميع الدول الموقعة على المعاهدة، بما فى ذلك الصين وروسيا، راضية عن التقدم الذى تحقق في الاتفاق النووي الإيراني وهم راضون على إيران الملتزمة بنود الاتفاق .
وفي حين أن الاتفاق النووي الإيراني يمشي ببطئ لأن الولايات المتحدة تحاول عرقلته وإنهائه لكن إيران في تقدم مستمر كي تصبح قوة نووية، . و الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في الشهر الماضي أنه لن يعيد التفاوض،وإن فشلت الولايات المتحدة في الإبقاء على كلمتها سيؤدي مباشرة إلى إطلاق أيدي المتشددين الإيرانيين الذين يكرهون دائما أي تعاون مع
الغرب، ويحبون أن يكونوا قادرين على صنع القنبلة النووية. ويوافق الجميع تقريبا على أن تفكير ترامب الراديكالي ببساطة لايمكن تصوره .
وقد ادان ترامب بصوت عال وبشكل متكرر الاتفاق النووي الايراني واعتباره بانه قد سبب حرجا لأمريكا، واقسم اليمين بان يعمل على قتل هذا الاتفاق.
وعلى نفس القدر من أهمية هذه القضية بالنسبة لترامب، كان الاتفاق النووي الإيراني واحداً من الإنجازات التي حققها أوباما لأميركا، وكما هو معروف بأن ترامب يحتقر أوباما وان نرجسية ترامب تجعله يستغل كل فرصة للانتقام من اوباما و طمس كل ما يمكن من اعمال لأوباما حققها للولايات المتحدة في فترة ولايته .
و بسخرية مفرطة يقول ترامب مخاطبا الاميركيين :هذا هو تفكيري فماذا أفعل ؟ وهو نمط غريب من السلوك الترامبي
الغريب والمعروف اليوم بما يسمىTrumpian .
إن الأنا الترامبية الهشة تحرمه من تحمل المسؤولية عن أي شيء يفعله. أبدا. أي إن ترامب يتوق دائما إلى تأليف قاعدته الجنونية متوعدا معارضيه قائلا: انه سيقوم برميهم تحت الحافلة .
و يبدو الان أن هناك شهية في الكونغرس للمس بالاتفاق النووي الايراني ومع ذلك سيكون هناك ضغط كبير على الكونغرس لإجراء بعض التغييرات التجميلية، فقط لحفظ ماء الوجه.
حيث اقترح السيناتور توم كوتن أركنساس شروطاً جديدة لمشاركة الولايات المتحدة، بما في ذلك القضاء على «أحكام غروب الشمس»، والتي تسمح ببعض الأنشطة النووية الإيرانية لاستئنافها بعد عدة سنوات، وكذلك تفتيش أكثر صرامة وفرض قيود إضافية على برامج الصواريخ الإيرانية، ومن المحتمل أن يدمر هذا الامر وهذه الاجراءات الاميركية الجديدة ما تم تحقيقه من إعادة إحياء نشاط دبلوماسي واقتصادي محدود بين الطرفين.
لكن لا كوركر ولا زعيم الغالبية ميتش ماكونيل قالها صراحة بانهما مستعدان لفرض أي قوانين وعقوبات جديدة ضد ايران مما يلوح بانشقاق في آراء أعضاء الكونغرس تجاه إيران، و أنهما سيقفان في مواجهة جدول تشريعي أميركي مزدحم بالفعل بمشاريع القوانين التي تمس الاتفاق الإيراني والتي يجب اجتيازها.