ويفضح طبيعة النيات والأهداف المبيتة من ورائها.
فخلال سنوات الحرب الافتراضية الأميركية والغربية على داعش تمدد التنظيم بصورة مريبة وسريعة في الجغرافيا السورية والعراقية واحتل مدنا وبلدات ومناطق كثيرة، ما أثار شكوكا كثيرة حول تمويله وطرق تلقيه الدعم الاستخباراتي واللوجستي والتسليحي من نفس القوى التي تدعي محاربته، وهذا ما قدم أدلة موثقة ـ فضحت روسيا بعضها ـ على رغبة الغرب بتوسيع خطر التنظيم وزيادة رقعة انتشاره ليكون الذريعة الجاهزة للتدخل في شؤون سورية وفرض الأجندات التي لم تكن تملك فرصة حقيقية قبل الحرب.
ومع تصاعد الحديث عن إعادة اعمار ما هدمته الحرب في سورية كان لافتا حجم ونوعية الغارات التي شنها التحالف الأميركي على المنطقة الشرقية وخصوصا الرقة، والتدمير المنهجي الذي طال الجسور والمستشفيات والمدارس والمنشآت الحيوية والخدمية، بالإضافة إلى استهداف الأحياء السكنية بتدمير عشوائي ومجازر بشعة بحق أهالي الرقة باعتراف الإعلام الغربي، فما لم يدمره ويخربه داعش بتوحشه وتخلفه، تكفلت به آلة الدمار الغربية المتوحشة، فيما يشبه التكامل بين الطرفين لتحقيق الغاية المرسومة من الحرب وهي تدمير سورية، ومن ثم الدخول إليها عبر «مارشال» جديد تحت يافطة إعادة الاعمار.
فمدينة عين العرب ـ مثلاً ـ التي احتلها داعش في أيلول عام 2014، تمت محاصرتها وقصفها وتدمير جزء منها وقتل وتشريد من فيها على يد داعش تحت أنظار التحالف الأميركي والتركي، في حين استكمل هذا التحالف تدمير ما تبقى من المدينة بذريعة «تحريرها»، وهو ما تكرر في مدن ومناطق أخرى، أي أن التدمير كان هدفا للتدخل الغربي.
اللعب الغربي اليوم بات مكشوفا لسورية وحلفائها، وعليه فإن الانتصار على داعش لن يكون مكتملا إلا بحرمان المستثمرين بإرهابه من الفرص التي يحلمون بها وخاصة ملف إعادة الاعمار.