ألقتها استشارية العلاقات الأسريّة المدربة فرح مندو في قاعة سامي الدروبي بدار الثقافة.
مندو بدأت حديثها بأنَّ الحبَّ أكثر كلمة غامضة ومختلف عليها بالحياة وعشرات الآلاف من المفاهيم له وأعظم شعور في البشرية وأكثر احتياج عاطفي أساسي وأيّ شخص سواء أكان رجلاً أم امرأةً بداخله ما يشبه خزاناً للحبَّ متشابه بين الناس لكن الاختلاف يكون بطريقة ملأ الخزان من شخص لآخر ولا بد من التواصل بالتجديد والقيمة تتلاشى بخزان الحبِّ لدى فراغه..
والوصف العلمي للشخص يكون عندما يمتلأ الخزان فيشعره بالسعادة والراحة والعكس صحيح لدى فراغه تجعل الفرد أكثر تعاسة وتشاؤماً وصدور ردّات فعل سيّئة وحتى يترك أثراً على تحقيق الأهداف والنجاح، ولكل خزان شاحنه الخاص عبارة عن لغة يتعامل بها الشخص لآخر إنه الحب والتعبير عنه بطرق مختلفة وهناك أشياء نستقبلها تكون حبّاً ولكن لا تترجم كما نريد ولا تصل الرسالة.
وأضافت أنه بعلم اللغويات يوجد أكثر من لغة واعتبرت اللغات متعددة فالطفل يمكن برمجته منذ نعومة أظفاره على لغة والديَّه اللغة الأم وأكثر لغة يتعامل بها مع الآخرين فيما بعد كي يوصل أفكاره وآراءه بالمقابل المشاعر لها لغات مختلفة داعية لضرورة البحث عنها ولها خمس لغات للبحث عن الحب اتفق العلماء على أهميتها وأثرها على العلاقات والأخطاء تقع بأولويات ترتيبها ولا يصل الحبُّ ولا يعطي الهدف منه.
بينما طرحت المدرِّبة مندو مفهوم الللغات الخمس للحبّ بدأتها بلغة الكلمات وتؤكد بأنَّ الكثير من الناس بعيدون عن التعبير العميق بالكلمات ولها أنواع كثيرة أولها الإطراء والثناء والإعجاب ولا بد من التدريب عليها يكون بالصدق والطمأنينة والنوع الثاني من لغات الحب باستخدام لغات رقيقة والتحفيز على شيء غير موجود لدى الآخرين وإدراك أهميّة الكلمات ولغتها ويمكن تسجيلها أو تدوينها على مفكرة لتعزيز استخدامها وقت الحاجة، ولغة تكريس الوقت والاستفادة من الفرص لقضاء فسحة مع شريك الحياة «الزوج »باهتمام وإنصاف وتكريس الوقت معه فقط وليس من الضروري أن يكون الوقت طويلاً، أما اللغة الثالثة الهدايا ولا بد الأخذ بالحسبان بأنَّ الهدايا ليست بقيمتها المادية بقدر بتذكر الزوج أو الزوجة بمدى أهميته في مساحة القلب بهدايا قد تكون تقليدية وبدون مناسبة ولا تنحصر بقيمتها وهدايا إبداعيّة وأغلبها من صنع الشخص بنفسه والتدريب على اختيار الهدايا والانتباه لما يحبه الآخر ويمكن شراء قطعة شوكولا برسالة صغيرة تحمل أجمل الكلمات.
كما تابعت المدربة حديثها عن لغة الحبّ الرابعة بالحركات والاتصال البدني والتلامس الجسدي لدى كثير من الأشخاص مشيرة إلى اللغة الأخيرة وهي المشاركة بالأعمال الخدميّة -المساعدة في المنزل - وتحمل أعبائه للتعبير عن الحب ووضع بالحسبان العمل دون مقابل وعدم التصريح بها ولعل وقوع المشكلات المنغصة بسبب عدم استخدام اللغة المناسبة مع الآخر وضرورة معرفة التواصل ودراسة التصرفات الملائمة بدقة والانتباه على تصرفاتنا وعندما تكون اللغة المستعملة صحيحة تجد آثارها من الأسبوع الأول لاستخدامها ويمكن استخدامها داخل الأسر لفض النزاعات والمشكلات العالقة والحد من النزاعات.
أبدى الحضور في ختام المحاضرة تفاعلاً كبيراً لموضوع بات ملحاً وأساسيّاً في الأوقات الراهنة طالبين عدم حصره بالحب الزوجي والحديث عن الحب بين الأصدقاء والأقران والاخوة وحتى الحب الكبير لوطن يضم بين جنباته الكثير من الفئات الاجتماعيّة لا بد من توحيدها بفعل سامٍ إنَّه الحب بكل أشكاله.