القريتين مثال صارخ على ذلك، أميركا التي تدعي أنها تحاربه وتعمل مع تحالفها من أجل ذلك، لم تر ثعابين داعش وهي تخرج من جحورها، كما لم تر وسائل إعلامها ما ارتكبته طائراتهم في الرقة من جرائم حرب، ربما هي الأفظع في تاريخ الحروب.
مدينة تباد بكل ما فيها ويستخدم السلاح المحرم دولياً، ويهجر آلاف المواطنين منها لجعلها من لون واحد، وبعد هذا كله يسارع الخبث الإعلامي إلى ضخ المزيد من الأكاذيب التي تريد أن تحرف الأنظار عما جرى هناك، الإعلام الغربي المضلل والمنضوي بجوقة عالمية مارست كذبها منذ أن كانت، لكنها ظهرت عارية أمام ما يجري في سورية وعليها، هذا الإعلام يعزف مع مشغليه على وتر النزعة الانسانية التي ظنوا أنها يمكن أن تطمس الحقائق، وهي تذكرنا بما قاله ذلك الهندي الأحمر عن فظائع الاميركيين بحق العالم (ما أغزر دموع هؤلاء الاميركيين فوق جثث ضحاياهم).
في الرقة آلاف منهم، من الضحايا تحت الأنقاض جراء القصف الاميركي لها، ولم يبق من المرافق العامة إلا ما عجزت أدوات فتكهم عن رؤيته.
وفي البادية تطل ثعابينها من الجحور وتتبادل الجلود كلما تقدم الجيش السوري واستطاع الفتك بها، تارة هي داعش، وتارة أخرى ما يسمى قسد، والغاية واحدة والمشغل واحد، الخطوات ترسمها الاقمار الصناعية الاميركية، والدعم والامداد بكل شيء، وعلى وقع هذا يصول وزير خارجية الولايات المتحدة موزعاً الأوامر من ممالك الرمال إلى بقاع أخرى في العالم ويجول، بينما يعزف جنرلاتهم على وتر التصعيد مع كوريا والتهديد باستخدام السلاح النووي، فمن يضبط جنون الإدارة الاميركية التي استنفرت ثعابينها وأمرت الحاوي أن يخرجها من جحورها أينما كانت؟، وهذا لن يكون حدثاً عابراً.