واتجهت نحو التقنية وطرق التأليف والقص وفنون الأسلوب،، كل ذلك على حساب الحياة والتجربة والقوة الأسطورية ومقدرة الخيال. وتسانده في هذا الرأي دينا دريفوس حين أعلنت أنه «لا بد للرواية من أن تحقق الإيهام، أو أن تتخلى عن نفسها».
إذاً، إن أحد الشروط الرئيسة والتي تحقق العمل الروائي، هو الخيال، وإلا فإن هذا العمل سيصل إلى طريق مسدودة. وليس الخيال هنا، لمجرد أن تطرح أفكار ميتافيزيقية بلا هدف، بل إن طرح مصير الإنسان هو الغاية الوحيدة من العمل الروائي.
إن الجمهور لا يزال يؤمن بسحر القصص، وألف ليلة وليلة دليل على ذلك. إنه قصص أسطورية مبنية على التجربة، وتحمل مضموناً إنسانياً رفيعاً (رغم محاربة كثير من الجهلة لهذا النص الساحر). ويحتاج هذا الجمهور إلى كتلة ضخمة من الجمال ليقف في مواجهة القبح. وسيكون من الطبيعي أن تنهار الرواية أو تنتهي نهاية مدوية، إذا ما لم يؤمن الكاتب بقوة العوالم الأسطورية، واتجه إلى خلق شخوص لا يحملون خيالاً ولا أفقاً بالتالي.
الرواية عمل في حالة عدم استقرار، كما يقول بول فاليري، وهي – بفضل اللغة – تجعل الأشياء التي كانت كذباً في البداية، تبدو حقيقية. إنها عمل فني غير صادق بالنسبة إلى القارئ، الذي يلعب مع عالم الخيال دور البطل، ويتحول الشيء المتخيل واقعياً.
Okbazeidan@yahoo.com