وإضافة إلى ذلك فقد أدرك باكراً أهمية الحداثة الفنية، وقدرتها على الدخول في الخصوصية المحلية وتغييرها لواقع الفن. واستطاع أن يستفيد من الرموز المحلية والقيم الوطنية في الارتقاء بالجمال الفني، وإخراجه من صيغه التقليدية.
اندفع عبد القادر أرناؤوط نحو التجديد اللوني، واستخدمه في رسم البيوت الدمشقية القديمة والحارات، تلك التي كانت مختبره الواقعي في دراسة الألوان المتداخلة بفعل عوامل الزمن والطبيعة. وقد استخدم الكولاج وذلك بأخذ قطعة خشبية مطعمة بالصدف من كرسي قديم ولصقها على سطح قماش اللوحة. وجلب الخط العربي إلى لوحته، وصاغ منه تشكيلات لونية تجريدية غاية في الجمال. وابتكر أنواعاً من أساليب الخط العربي الحديث والتي ما يزال يستعملها مصممو الإعلان في دمشق.
ولد عبد القادر أرناؤوط في دمشق عام 1936، وأوفد إلى روما، وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة هناك عام 1967، وتابع دراساته في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس عام 1972.
عمل في وزارة الثقافة، مديرية الفنون الجميلة. درّس في كلية الفنون الجميلة، ثم أصبح رئيساً لقسم الاتصالات البصرية حتى وفاته. صمم ملصقات معرض دمشق الدولي، وصمم شعارات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987 في اللاذقية.
أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية، المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، وضمن مجموعات خاصة في روما وباريس وسورية.
اهتم بالرسم وكتابة الشعر بالعربية والإنجليزية وتعلم العديد من اللغات مثل اليابانية والبولونية والفرنسية.
نظم العديد من المعارض الفردية الخاصة به ذات الطابع الحديث والمرتبط به من حيث الأشكال والعناصر الزخرفية وتداخلات الألوان في رؤية شخصية.
توفي سنة 1992 في دمشق.