ولكن ما يجب معرفته هنا هو أسباب التأخير نفسها والتي أجد فيها رسالة للكثير ممن يريد أن يفهمها بشكلها الحقيقي. فالفرنسية أصابها عطل فني واحتاجت لقطعة غيار لم تتوفر لديها فلجأت إلى السورية لطلب هذه القطعة, والذي حصل استنفار في السورية لتأمين القطعة التي تأمنت فعلاً وقدمت للطائرة الفرنسية مع كافة الخدمات الفنية وفي ذلك الصباح وبحسب ركاب الطائرة الذين اتصلوا بنا ..
تصرفت إدارة مؤسسة الطيران العربية السورية وهي التي تعاني من صعوبات واضحة من الجهات الأميركية لتوريد قطع الغيار بما هو واجب.. تجاه المسافرين على الفرنسية على اختلاف جنسياتهم لأن في ذلك احتراماً لمبدأ سلامة المسافرين الذي يبدأ من هكذا تصرف لابد أن يسجل للسورية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل كانت إدارة الخطوط الفرنسية لتقدم على نفس التصرف لو احتاجت السورية تلك القطعة في مطار اورلي ..?
وإن كان البعض ممن سألتهم أجابوا بالنفي- أو على الأقل لما أعطيت هذه القطعة بالسهولة والسرعة التي أمنتها السورية . وهل كانت الفرنسية تعطي السورية هذه القطعة فيما لو كانت صناعة أميركية.
قد تبدو هذه الحادثة عادية ولكن صدقونا ليست كذلك خاصة وأن الخطوط السورية تواجه تحديات كبيرة..
فهذه الخطوط تعاني حالياً من تأخير الحكومة الأميركية لموضوع تصديق شهادات تصدير القطع التبديلية علماً أن قانون المحاسبة يستثني الأمور المتعلقة بسلامة المسافرين من الخطر- وهناك وساطات تقوم بها المنظمة الدولية للطيران المدني لشرح وجهة النظر هذه للجانب الأميركي سواء في تأمين القطع التبديلية أو تسهيل شراء طائرات لصالح الأسطول السوري.
على كل شكراً للركاب الذين اتصلوا بنا وأخبرونا بهذه القصة إيماناً منهم بأن السوريين دائماً يتصرفون بأمانة مع الآخرين وبأن النقاط المضيئة يجب أن يعرفها الجميع.