أفكار مبدعها تنجح تارة وتخفق تارة أخرى لكنها في المحصلة نتاج إبداعي فني فكري يبلور حركة سينمائية ويكرس وجود أفلام تكون سفيرة لنا في المحافل والمهرجانات العربية والدولية وبغض النظر عن الجوائز التي قد تنالها أو تخسرها إلا أنه في الأحوال كلها تبقى واحدة من الأوجه التي يمكن لنا أن نظهرها ونقول من خلالها (نحن هنا .. ولنا مكان متقدم على خارطة الإبداع) .
ضمن هذا الإطار والتوجه جاءت مشاركة فيلمين سوريين في مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يقام في الفترة الواقعة بين (11 17 ) الشهر الجاري , وتتمثل المشاركة السورية عبر الفيلم القصير (القناع) إخراج بسام محي الدين حسين والفيلم الروائي الطويل (تحت السقف) , وعبر السطور التالية نسعى لإلقاء بعضاً من ضوء على الفيلم القصير المشارك في المهرجان .
القناع
(القناع) فيلم روائي قصير مدته (20) دقيقة سيناريو وإخراج بسام محي الدين حسين وتمثيل : رضوان جاموس, سومر مغامس, نصر مغامس, عبد الحميد زغموت , يعالج بأسلوب جريء موضوعاً بات يقلق العالم كله وهو السيطرة على العالم , حول الفيلم ومشاركته في المهرجان كانت لنا هذه الوقفة مع مخرجه :
> كيف تم انتقاء الفيلم للمشاركة في مهرجان دبي ?
>> تتألف إدارة مهرجان دبي من نخبة إداريين من بلدان عربية وأجنبية يتمتعون بسمعة طيبة وكفاءة عالية بالإضافة إلى اختصاصيين يعملون جميعاً كفريق واحد للارتقاء بمستوى المهرجان إلى أفضل سوية من خلال الجهود التي يقدمونها سواء على المستوى الإداري والتنظيمي أم الفني المتعلق بانتقاء الأفلام المشاركة والتي تم اختيارها بدقة لجهة الموضوعات التي تتناولها إضافة إلى المستوى الفني والإبداعي الراقي التي تمثله هذه الأفلام وبكل تواضع أعتقد أن فيلم (القناع) يمثل هذه السوية علماً أنه سبق وشارك في عدة مهرجانات دولية .
> هناك مفاهيم مطروحة ضمن الفيلم (السلطة , القوة , هيمنة القطب الواحد ..) وسبب تقديمها تحت إطار (القناع) ?
>> الفيلم بسياقه العام يعتمد على مفردات بصرية وحسية لها سمة تحذيرية تنذر بخطر اللعبة العالمية التي يمارسها قراصنة متمرسون وجوههم مقنعة وأياديهم قذرة ملطخة بدماء الضحايا من شعوب العالم , خططوا في الظلام استراتيجية مرسومة هدفها إخضاع شعوب العالم وإذلالها ونهب ثرواتها وخصوصاً أمتنا العربية وتسخير تلك الدول المستضعفة لجهة خدمة مصالحهم , يجسد عبر الفيلم رموزه الحاضرة دائماً ممارسات جنرال سادي وأعوانه الذين يتكررون أكثر من مرة بأشكال مختلفة ولكنها مستنسخة بتوحد فعلها الإجرامي المحضر سلفاً , ومما دفعني لإنجاز الفيلم تنيبه الضمير العالمي بخطورة هذا الزحف الهمجي اللا إنساني الذي يجسد القهر والظلم ويسحق البشر على اختلاف ألوانهم وأديانهم وقومياتهم وإفساح المجال أمام هذه الشعوب المستهدفة للتمتع بأدنى درجات حقوق الإنسان . وأرى أن هذا النوع من الأفلام مهم جداً لتعرية هذه الوجوه المقنعة وفضحها أمام المجتمع الدولي . وأضيف بالقول أن الفيلم الجيد هو أهم سفير للدولة في كافة أصقاع العالم .
> هل الفيلم القصير مظلوم (عالمياً) ?
>> في كثير من الدول المتقدمة سينمائياً هناك عراقة في إنتاج الأفلام القصيرة سواء الروائية أو الوثائقية أو التسجيلية نظراً لأهميتها البالغة في التعبير عن قضايا مهمة تعكس المهارة الفائقة لصانعيها عبر الطرح البصري المميز والمعالجة التي تعتمد على الاختزال الكبير لتوصيل هذه الأفكار بسلاسة وأرى أن الأفلام القصيرة هي أهم مذهب من مذاهب السينما نظراً لصعوبة تنفيذها وبخاصة الروائية منها والتي تتكلم عن قضايا إنسانية كبيرة , كما توجد في هذه البلدان التي تكلمنا عنها صالات متخصصة لهذه العروض إضافة إلى مهرجانات دولية كثيرة تتنافس فيها هذه الأفلام وتحقق حضوراً كبيراً عند جمهورها ما يضطرني هنا أن أنوه إلى أن المؤسسة العامة للسينما تحاول جاهدة دعم تيار إنتاج مثل هذه الأفلام وتمويلها وإيجاد صالات مناسبة لعرضها والترويج لها وأظن أنه من المناسب أن تعرض هذه الأفلام في صالاتنا قبل عرض الأفلام الطويلة لتشجيعها وإعطاء الجمهور فرصة لمشاهدتها والتمتع بها , والاعتماد عليها ميزة إيجابية لمؤسسة السينما على عكس الكثير من الدول العربية المقلة في إنتاجها لمثل هذه الأفلام , ولكن بالمقارنة نجد أن الفيلم السينمائي القصير مظلوم.