بسبب الحياء يجبننا: وجدناكم عند الباب... أو اشتريناكم من عند البياع?! مع الأيام كبرنا, عرفنا بأن هذه ليست إلا مزحة في حين أنها حقيقةواقعة عندهم.
هل عرفتموهم? .. (المولودون من الحائط) الذين يشنون كل غزواتهم المتاحة لخاطر أن (نتفرنج) ! وعلى أمل أن تكون كل أجيالنا القادمة متروكة عند الأبواب.. دون آباء.. دون أمهات ..دون هوية وانتماء..
ولأننا كما الأغاني.. نصفنا من وجدان يزرعنا في التراب ونصفنا من حنين يرفعنا نحو أزرق السماء.. ومن منطق العواطف نلتحم بالعواصف, يكفينا لأن نطفح بالذاكرة, أن نسمع كلمة واحدة من أغنية مثل (وين عَ رام الله..) التي أدتها بنجاح الفرقة الشبابية (كلنا سوا) في حفل افتتاح ملتقى الأسرة العربية في الاسبوع الفائت..
فمنذ اليوم الذي أطلقنا فيه التاريخ من مبتداه وزرع بيننا العشرات من الأرباب والآلهة والأنبياء .. لنكون نحن حراس المنتهى.. لم يحترف آباؤنا قط رمي أبنائهم عند عتبات الأبواب أوفي (حاويات القمامة) كما يحدث في كل الغرب..!
ولم نتقن يوماً رمي شيء لنا أو التخلي عنه.. لهذا امتلكنا ميزة أننا شباب يستثمر مواهبه وأحلامه ,ومشاريعه في ظل التراث وبثقة وجرأة يلتمس التيار النظيف في بحر مضلل مليء بأمواج (السوبر أكاديميات وكذبة ستارات) وبوعي نصر على التنفس برئة ماضينا فلم نعزف موسيقا الراب أو نرقص اللامبادا.. كما خططت الكثير من الفضائيات العربية - بالاسم فقط- لهذا حولنا وبيننا ومنا شباب كيفما تحركوا أدهشوا وعلى كل الأصعدة وأثبت جيلنا امتلاكه لاحتياطي حقيقي من خامات ثمينة من المواهب والعبقريات لكن:
بعيداً عن الكنايات والتوريات والمجازات كيف تم التعامل مع هذه المواهب وأين الجهود - الجدية-لاكتشافها.. فعروق الذهب مخفية دائماً تحت طبقات التراب.. ماذا عن الجهود المزعومة .. جهود(شغيلة المهرجانات) .. مهرجان الأغنية مثلاً هل فلح في غير الحديث عن نظرية (النجم الصاعد) ومعاملة أشباه المواهب بعطف لا يغتفر..?!
المسابقات الأدبية حين وجدت .. هل كانت (حقانية) ? ماذا أعد للأدمغة - العبقرية-? ما الخطط المعتمدة لمنع هذه الأدمغة من الهجرة أو (الطفشان)?!
لأن الجزء من الكل لا بد من حكمة : (النظر من القاع الى كل قمة ومن القمة الى كل بعد آخر ومن الركن الى كل أفق?)
لتتشكل رؤية صافية لمواهب واضحة بعيداً جداً جداً عن التزكيات ? فلأن التاريخ لا يفهم التزكيات.. يلفظها من فوره ولا يقبل أنصاف الحلول وأشباه الضمير.. بقينا دائماً شعباً يحمل حساً نبوئياً حتى في أمثاله وأغانيه وأشعاره .. كأمانة لنبل غابر عتيق موجود في شيفرات خريطتنا الجينية.. يدفعنا للترنم بأغنية من طراز ذاكراتي:( وين عَ رام الله..) تحمل في متنها حقيقة أنها مدينة.. غالية.. قريبة.. متصلة.. بكل شقيقاتها .. القدس .. بيروت .. عمان.. دمشق.. بغداد.. ماذا لو أن (شارون) حاول التمعن بنبوءات أغاني أجدادنا وقصائد شعرائنا.. حتماً(سيفلج)?!
فالثقة بأنفسنا هي (سلالة) وليست (عِتَالة).