تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المسرحي أحمد قشقارة:ليس من الضروري أن يكون النقد تابعاً للعملية الإبداعية

ملحق ثقافي
13/12/2005م
وئام امون

<المسرح القومي باللاذقية ماذا عنه؟ << لعله من الأكثر جدوى أن نسأل:

المسرح السوري، أين؟ فالمسرح القومي باللاذقية كياناً ونشاطاً، هو جزء من المشهد المسرحي السوري بشكل عام بكل ما يعانيه هذا المسرح من ازمات ومشكلات، فالمسرح في اللاذقية يشكل احدى تجليات المسرح السوري عموماً سواء في سلبياته أو ايجابياته،‏

وهو محكوم بلا شك بمجمل الظروف والمعطيات التي تحيط بالمسرح كمؤسسة ثقافية رسمية، ولايمكن الحديث عن تقدم أو تراجع المسرح في محافظة بمعزل عما يجري في رأس الهرم الثقافي الذي يسيّر هذه المؤسسات الفرعية وفق قوانين وانظمة وخطط عمل تكون في بعض حالاتها -وللأسف الشديد- مجحفة بحق أهم ركيزة من ركائز المؤسسة الثقافية ألا وهو الفنان نفسه. < كان آخر المهرجانات في المدينة مهرجان المونودراما، مارأي الاستاذ قشقارة بهذا اللون المسرحي؟ << كنت واحداً من المشاركين في هذا المهرجان حيث قدمت محاضرة عن مسرح المونودراما ضمن ندوة خاصة شارك فيها بعض اعلام هذا الفن مثل زيناتي قدسية وحسن عكلا، وقد نشرت المحاضرة في بعض الصحف وعلى الانترنيت، وقد لخصت فيها وجهة نظري بهذا اللون من ألوان التعبير المسرحي وفقاً لأسس علمية منهجية في محاولة لرسم الملامح الاساسية التي تميز هذا الفن نصاً وعرضاً.‏

وعلى كل حال فإن التجربة في إقامة هذا المهرجان كانت ناجحة ومفيدة لاسيما من خلال اللقاءات والندوات والنقاشات التي جرت خلال فعاليات هذا المهرجان والتي كانت تنحصر في إسقاط الضوء وتسليطه على أهم الميزات في المونودراما، وأنا شخصياً اعتبر أن المونودراما شكل من أشكال النزوع نحو الفردانية بشكل ايجابي، لابشكل سلبي يهدف الى الانكفاء على الذات، بل بالعكس تماماً، فالانكفاء على الذات وغوص المبدع في العوالم الداخلية يكونان بمثابة الشرارة الاولى التي تشعل شبكة التواصل في شكلها الجديد.. التواصل الذي يعتمد على تلامس الارواح فيما بينها بعيداً عن كل اشكال النفاق الاجتماعي الذي يمار س في طقوس التواصل التقليدية في حياتنا اليومية. -إذا كان النقد نصاً موازياً للعرض المسرحي فإلى أى مدى خلقت الحركة النقدية المسرحية نصها؟ --أولاً: الابداع والنقد نشاطان متلازمان يؤثر الواحد منهما في الآخر ويتأثر به،و ليس من الضروري أن يكون النقد تابعاً أو لاحقاً للعملية الإبداعية أو النتاج الإبداعي، بالتأكيد ولكن هذا هو الشكل السائد وللأسف، أي أن النقد غالباً ما يكون لاحقاً للعمل الفني، وهذا بحد ذاته ليس عيباً، لكن الدول المتقدمة في مجال الآداب والفنون، جعلت من النقد إبداعاً بحد ذاته، بحيث يكون النقد إبداعاً يمتلك مشروعه التحريضي التطويري التنويري وليس مجرد تابع للنتاج الفني. عندنا في سورية حتى الآن لم تتشكل هوية نقدية متماسكة متزنة تواكب النشاط الابداعي بشكل خلاق، وهذا له مجموعة من الأسباب ولعل أهم هذه الأسباب هو قلق الحالة الإبداعية بحد ذاتها، فإذا كان العرض المسرحي في سورية أو المسرح بشكل عام ما زال حتى يومنا هذا يبحث عن شكل من أشكال الاستقرار والتميز فكيف ستكون حالة النقد؟ < هل هناك من يستطيع قراءة العرض المسرحي بموضوعية، وبخلفية معرفية؟ << دعيني أولاً أصنف العرض المسرحي الى نوعين: هناك نوع غير قابل للقراءة على الإطلاق ولابأي شكل من الأشكال، لأنه بالأصل مجرد سندويشة فلافل محشوة بالأحمر والأصفر والأخضر والمالح والحامض والـ..الخ إنه باختصار عرض يستهلك وفي معظم الحالات يسبب آلاماً في المعدة والأمعاء أثناء الهضم وأثناء الطرح، ولاأخفيك سراً فهذه العروض للأسف الشديد موجودة على الساحة بشكل لايستهان به. أما(العرض) الذي يستحق كلمة عرض مسرحي فإنه يكون قابلاً للقراءات المتعددة أو لقراءة واحدة وهذا يعود لطبيعة النص والرؤية الإخراجية و..و.. وأمور كثيرة. لكن ما يهمنا هو أن نكون نحن كمسرحيين نمتلك القدرة على احترام عقل المشاهد من حيث مخاطبته كمتلقٍ واعٍ حرٍ متطلب، لا أن نقوم بممارسة حشود بترهات فارغة وبشكل قسري، وهذا لايتحقق لنا كمسرحيين إلا بشرطين اثنين اولهما: ان نجعل المسرح منبراً ثقافياً فكرياً وأن نتعامل معه على هذا الاساس وبنية سليمة نظيفة لا أن نجعله مكاناً للنصب والاحتيال والسرقة باسم الفن والثقافة. وثانيهما ان نمتلك الخبرة الكافية والثقافة الواسعة والموهبة الخلاقة الإبداعية التي تخولنا مخاطبة المتلقي بشكل تجعل منه هو نفسه متلقياً يمارس دوره المناط به إيجابياً، كركن أساسي لاتكتمل دونه اللعبة المسرحية. < يعني هل نستطيع من خلال نص النقد أن نوجد المتلقي الواعي؟ << بكل تأكيد.. فالنص النقدي عندما يمر بخطواته الاساسية - وفق أي منهج- من شرح وتفسير وتحليل وموازنة ومقارنة ومقاربة وتأويل واستنتاج وإطلاق حكم قيمة..الخ أي عندما يتوجه النص النقدي مكتمل الشروط الى المبدع والمتلقي على حدٍ سواء فإنه بذلك يساهم في خلق المناخ الابداعي على الساحة الثقافية بشكل عام بكل اقطابها من مبدعين ومتلقين ومسؤولين عن المؤسسات الثقافية. - أحمد قشقارة- مواليد حلب 1959.. - خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1993. - مؤلف موسيقي- ممثل- ناقد مسرحي- عضو نقابة الفنانين. - معاون مدير المسرح القومي باللاذقية. - حاصل على مجموعة من شهادات التقدير والجوائز: -جائزة أفضل ممثل في مهرجان أصفهان الدولي في إيران عام 2003م. - مجموعة من الأعمال المسرحية في المسرح القومي باللاذقية ومسرح نقابة الفنانين والمسرح الجامعي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية