تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تكريم المبدعين ؟

ملحق ثقافي
13/12/2005م
عبد الغفور الخطيب

«كلمة مديح تقال لي خير من ألف كتاب يكتب عنّي بعد موتي» بهذه العبارة لخّص بودلير قصّة العظماء على مرّ التّاريخ، وحقيقة ما يريدونه في الحياة.

وليس في الأمر نرجسيّة مقيتة عند المبدع ـ أيّاً كان ـ أن يطلب تلك الكلمة التي يحتاجها، والتي تمدّه بالحياة من أجل أن يبدع شعراً ومسرحاً وروايةً وفنّاً، ولكي ينتج تقدّماً ورقيّاً لأمّته. لا يريد المبدع مالاً كالذي كان لقارون، ولا سلطاناً كالذي كان لفرعون، إلا بمقدار ما يعينه على التّفكر والإبداع والابتكار. فقط كلمة طيّبة يشعر من خلالها أنّه لم يُضعْ وقته سدى حين كان يسهر الليالي الطّوال في التّأليف والتّرجمة والتّحقيق والابتكار؛ بغية نشرِ نورِ المعرفة بين النّاس، فالمعرفة حقٌّ للبشر قاطبة. وإن هذه الكلمة التي تقال للمبدع هي التّكريم الذي يرجوه والفرح الذي ينتظره، والوسام الذي يضعه على صدره ويفاخر به الدّنيا، وهذا التّكريم ليس منّةً من أحد لهذا المبدع، وإنما هو حقٌّ طبيعي وواجبٌ على النّاس أجمعين. إنّ قصّة الحضارة برمّتها «الفلسفة والفكر والأدب والفنّ والعمران.... » إنّما هي قصّة ذلك الإنسان المبدع العبقري، وتواريخ الأمم ما كانت لتخطّه إلا أقلام أولئك الأفذاذ الذين أناروا بضوء عيونهم دروب الإنسانيّة الظّلماء، وكتبوا بمداد قلوبهم قصّة الحقّ والخير والجمال، ونكران هؤلاء إنّما هو نكران القيم النّبيلة كلّها، وجحودٌ للسّمو الرّوحي، واضمحلال لحياة الأمم التي لا تحيا ولا تسمو ولا تخلد إلا بهم. ولا شكّ في أنّ تكريم المبدعين أو نكرانهم هو أمر نسبي، يختلف من أمة إلى أخرى تبعاً للظّروف الحضارية التي تعيشها هذه الأمّة أو تلك، ولكن ثمّة مسلّمة مشتركة بين الأمم؛ قديمها وحديثها، وهذه المسلَّمة تقول: حين تكون الأمّة قويّة وغالبة، فإنّ المبدع لا يهان فيها، ومن يقرأ ويتمعّن في تواريخ الأمم والحضارات يلاحظ هذا الأمر، وفي المقابل يعاني المبدعون في الأمم المغلوبة ويضطهدون, والأمثلة جدّ كثيرة، أذكر منها على سبيل الاستئناس، معاناة المبدعين في أوربا القرون الوسطى حيث الجهل والتّخلف ومحاربة كلّ من له علاقة بالعلم والمعرفة، عكس أقرانهم في البلاد العربية والإسلامية، حيث كان للمبدع الحضور الفاعل والمؤثّر في الحياة الثّقافيّة والأدبيّة والاجتماعيّة والسياسية.. حيث لا حدود لآفاق الفكر. ولكن هذه المسلّمة منافيةٌ للمنطق بجزء منها؛ إذ ينبغي على الأمم المغلوبة ـ كما يقول المنطق ـ أن تهتمّ بحال مبدعيها، وتقدّم لهم العون وترعى شؤونهم الحياتيّة والإبداعية لكي يقدّموا لأمّتهم خلاصة فكرهم وتجاربهم وأساسيات النّهوض والتّقدّم من أجل الخروج من المأزق الذي تحياه شعوبهم المغلوبة، لا أن تقتل فيهم روح الإبداع والعبقرية، كما يجري في أغلب الحالات، اللهم إلا إذا كانت هذه المسلّمة بجزأيها من مسلّمات الوجود. الآن وبعيداً عن الجدل؛ جدلِ أيّهما الأسبق... ومن يملك الحقيقة إلى آخر هذه التّعابير، أقول بتجرّد إنّه من المؤسف أن يكون الجحود والنّكران والتّنكيل والنّفي، مصير الكثير من مبدعينا وعظمائنا ولا سيّما بعد الاستقلالات الوطنيّة، وهو ما يدهش ويذهل حقاً، و إنّ عالَم الأرقام يكشف مرارة الحقيقة وفظاعتها، فمئات الآلاف من مبدعي هذه الأمة يعيشون شتاتاً في أصقاع العالم، فمنهم من نسي وطنه بعد أن اندمج في مجتمعه الجديد، ومنهم من يحلم بالعودة ليلتحف سماء وطنه، ويتنسّم هواءه، ويستلقي على أرضه، ويلامس وجهه بترابه الطّهور. هرب الكثير الكثير بعد أن نُكّل بهم في أوطانهم على يد أبناء جلدتهم، وبعد أن تفنن الجلادون بإذاقتهم شتى أنواع العذاب والويلات, وبعد أن حرموا الضّوء سنين عديدة كما حرموا الحلم والأمل بوطن حرٍّ كريم. كلّ هذا التنكيل والقمع والاستبداد, ما كان إلا لأجل تلك الأفكار والمبادئ التي عاش عليها أولئك المبدعون، بل إن السّجون كانت تئنّ من هول ما يجري في داخلها, وكانت السّياط تصرخ معلنة أنها لم تخلق لامتهان كرامة البشر وقدسيتهم. وكانت ذروة المأساة أن سادت ثقافة الإقصاء والإلغاء في ساحاتنا الثّقافيّة والأدبيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة... منذ تلك الفترة, فلا صوت يعلو على صوت الطّغيان,ولا مكان تحت الشمس إلا للحاكم والرئيس والأمير والسلطان, ولا حلم ولا أمل ولا طموح ولا حياة إلا لهم وحدهم دون الأنام, فهم الوطن كله!!!. وبالطّبع لم نعرف بعد ـ يقيناً ـ ثقافة الحوار ولا ثقافة الاختلاف، وقد باتت الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى الهرب أو الهجرة معروفةً وكتب عنها الكثير، ولعل ثلاثيّة الموت العربيّة هي الأكثر وضوحاً من بين تلك الأسباب، وأقصد بالطّبع ثلاثيّة «القهر السّياسي والقهر الاقتصادي والقهر الاجتماعي» والتي عبر عنها الشّاعر أصدق تعبير حين قال : يبقى الأديبُ غريباً في عشيرته زوّاره الخوفُ والحرمانُ والنَّكدُ نعم، نحن الآن الأمة الوحيدة التي رفضت استثمار الإنسان بوصفه أساساً للبناء والتّطور والتّقدم فأضعنا الإنسان والأمة معاً، ولست هنا بصدد أن أفسّر هذه الثّلاثية المدمّرة وإنّما لأتكلّم عن حقّ مبدعينا بالحياة، وحقّهم بالاحترام والتّقدير والتّكريم، بل وحقّهم بالتّقديس، فالأمّة التي لا تكرّم عظماءها لا تستحقّ الحياة، لأن هؤلاء هم بناة الحضارة الإنسانيّة وروحها المشرقة، هم القوّة الفعلية لمسيرة التّقدم الإنساني عبر الأزمان كلّها. ولا ينكر فضلهم إلا جاحد أو حاقد أو حاسد، ومن ثمّ ألا يحقّ لنا أن نتساءل، وهزيمتنا تفقؤ الأعين، عن الأسباب التي أدّت إلى هذا الخراب؛ أننكر أنّ ضحالة الفكر عاملٌ أساسيٌّ من عوامل هزيمتنا؟ أننكر أنّ تحجيم دور المثقّف الحقيقيّ أسهم في سقوطنا الحضاري المريع ؟ أننكر أنّ السيطرة الكاسحة لمدّعي الثّقافة والفكر والأدب على مواقع القرار والمسؤولية أنتجت نكبةً كارثيّةً على العقل العربي؟. لقد حوّل أدعياء الثّقافة والفكر حياتنا إلى جحيمٍ فظيعٍ لا يطاق، ونسجوا من آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا عباءات يزيّنون بها زيفهم ونفاقهم, وأوصلونا إلى مرحلة الإفلاس الحضاري, بحيث بتنا عاجزين حقيقة عن مواجهة الثّقافات الأخرى, وأكاد أقول حتى تلك الثّقافات البدائية في مجاهل أفريقيا والأمازون لا نستطيع مواجهتها. ولا مفر بعد من قول الحقيقة, فنحن مهزومون من الداخل؛ بمفرداتنا وأدواتنا, بثقافتنا التي بنيناها عبر أجيال وأجيال, ومن يشاهد ما يعرض في الفضائيات العربية، وما يكتب في الصّحف والمجلات، وما يقال على المنابر السّياسيّة والإعلامية والثقافية... يدرك واقع الأمّة المرير، ويعي أسباب هزيمتنا النّفسيّة الذاتيّة أوّلاً وثانياً وثالثاً وإلى ما شاء الله. بعد هذا التّعميم أودّ التّحدّث بخصوصيّة أكثر، وبصراحة أكبر، عن واقع مبدعينا السّوريين، الذين أفنوا أعمارهم في سبيل مجد وطنهم ورفعته وسموّه، من دون أيّ التفاتة تقدير أو بطاقة شكرٍ من الجهات الرسميّة، ولا ريب في أنّ تكريمهم هو واجب وطني تحتّمه أمور عدّة. أولاً: العرفان بالجميل لهؤلاء العظماء، الذين أثروا الوطن بإبداعاتهم، وكانوا مسيرة أملٍ و نور. ثانياً: لأنّهم وجه سوريّة الحقيقيّ.. وجه سوريّة النّاصع الذي سيتحدّث عنه التّاريخ. ثالثاً: لإسهامهم في بناء صرح الحضارة الإنسانية. رابعاً: إن هؤلاء المبدعين هم روح هذا الوطن، فبحياتهم يحيا الوطن، وبتكريمهم يكرَّمُ الوطن، كما أنّه بمعاناتهم وشقائهم يعاني الوطن ويشقى. إن قائمة المبدعين الذين لم ينالوا التّكريم في وطننا طويلة طويلة، وحسبنا أن نذكر من مبدعينا على سبيل المثال: الشاعر عمر أبو ريشة والعلامة خير الدين الأسدي والعلامة خير الدين الزركلي والشعراء زكي وإلياس قنصل وجورج صيدح والأديبان الكبيران بديع حقي وسعد صائب... ونذكر من الأحياء الذين يستحقّون التّكريم: شيخ المحقّقين السّوريين الدّكتور صلاح الدّين المنجّد, والمجمعيّ العلامة عبد المعين الملوحي, ومؤرّخ دمشق الكبير قتيبة الشهابي, وشيخ المؤرّخين والباحثين الدّكتور نقولا زيادة والفنّان التّشكيلي ناظم الجعفري. ويبدو أنَّ مزمار الحيِّ ـ حتّى هذه اللحظة ـ لا يطربنا في سوريّة ؟. فما زلنا ننتظر موت مبدعينا, لنعلن أنّهم منّا, فنقوم بتكريمهم, وبإعطائهم أعلى الأوسمة. ربّما لم يئن الوقت بعد لنقول لمبدعينا: تعالوا إلى وطنكم الذي يحبكم, تعالوا فالوطن بحاجة لعقولكم النّيّرة, علّنا وإياكم نبني الوطن والإنسان, ونزيح سجف الجهل والتّخلف, ونهدم بؤر الفساد, ونحطم كهوف الشّرّ. إن أرضاً أنجبت الكثير من القادة العظماء، والفلاسفة والمفكّرين والأدباء والشّعراء على مرِّ السّنين وتوالي العصور لا يحقّ لها أن تستهين بمبدعيها وعظمائها، فهذه الأرض أنجبت فيليب العربي وجوليا دومنا وجوليا ميزا وجوليا مامايا ونفرتيتي وزنوبيا، كما قدّمت للعالم طالس أحد الحكماء السّبعة ومؤسّس المدرسة الأيونية، واكسينوفانس وانكسيمندروس والدماشقة العظماء, أمثال داماسيوس الدمشقي ونيقولاس الدمشقي وأبولودورس الدمشقي الذي يعد أحد أهمّ وأشهر المعماريين والمهندسين في التاريخ، ويكفيه عبقريةً عمود تراجان الذي ما زال باقياً حتّى اليوم وكذلك قبة البانتيون وأحد جسور نهر الدّانوب. ولوقيانوس السميساطي، ولقيانوس الأنطاكي والقديس ثيوفلس الأنطاكي، والقديس افيم من نصيبين؛ وهو من أكثر اللاهوتيين شهرة وأبعدهم أثراً في نشر المسيحية، وكاسيوس لونجينوس الفيلسوف الحمصي، صاحب كتاب الجلال؛ وقد كان مستشاراً للملكة زنوبيا، ولاثناسيوس الحمصي وهيليودور الحمصي والفيلسوف زينون الفينيقي، وكذلك أبدعت هذه الأرض أيضاً آراتوس وملياغروس و بوزيدونيوس الأفامي، كما قدّمت لكنيسة روما الكاثوليكيّة سبع باباوات بدأهم البابا اينسيت سنة 155م إلى آخر بابا سوريّ وهو البابا زكريا. وكذلك قدّمت إبّان الحضارة العربيّة الإسلاميّة شموساً وُضّاءة كثيرة نذكر منها المعري والطّائي وديك الجن وداوود الأنطاكي على سبيل المثال فقط. وفي العصر الحديث، ومع بداية النّهضة العربيّة في النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر، كان السّوريون في المقدّمة فكراً وأدباً وثقافةً وعلماً، فاخضوضرت أرض مصر، فكانوا سادة الفنون والآداب هناك، يقول الشّيخ المنفلوطي عن النّخبة السّوريّة التي وصلت أرض مصر في نهاية القرن التّاسع عشر: «بسرعة تمكّنت من تغيير وجه الحياة المصريّة، حيث زرعت صحراءنا العطشى، وعلّمتنا السّير الحثيث إلى الأمام... وعلّمت أبناء مصر كيف يجب أن يصنّفوا الكتب، ويترجموا، ويصدروا الصّحف والمجلات»1، وكما كان السّوريّون في مصر كانوا في المغتربات، الأمريكيّة تحديداً، فأصدروا الصّحف والمجلات، وأسسوا الجمعيّات والمنتديات، وبنوا المصانع والمدارس والمستشفيات، ووصلوا إلى أعلى المراتب السياسية والاقتصادية والثقافيّة والاجتماعيّة، وحسبنا أن نذكر رأي الأديب الكبير جورج أمادو في الجاليّة السّورية اللبنانيّة: «من جبال سورية ولبنان انحدروا بملامحهم الدّقيقة الحادّة، بمقدرتهم على الصّبر والعمل، بشجاعتهم الصّلبة الحازمة، وشوق الحياة المتّقد في صدورهم. لقد اخترقوا البحر المحيط ونزلوا البرازيل، وفي اليوم التّالي كانوا برازيليين جميعاً، ومن أعرق البرازيليين أصالة، من أوضحهم سماتاً وأشدّهم عصبيّةً. في مساهمتنا ببناء الحضارة الثّقافية العالميّة، في نزوعنا الإنساني، لعب الدّم العربي دوراً هامّاً من أهمّ الأدوار شأناً. لقد اندمج السّوريون واللبنانيّون والعرب من أقطار أخرى مع: البرتغالي، والزنجي والاسباني... ومن هذا الخليط العجيب، أُنجب الإنسان البرازيلي ومن بين هؤلاء جميعاً كان العربيّ، برازيليّاً صميماً منذ اليوم الأول. إنّه هاهنا في سدّة الحكم، في البرلمان، وفي مجالات الفنون والآداب، إنّه بيننا يعمل في الأرض، يورث التّجارة ويخلق الصّناعة، بقدرته على الصّبر والعمل »2. إنَّ من يقرأ سفر الاغتراب السّوري يجد في كلِّ صفحاته تاريخ العبقريّة السّوريّة.. يجد قيم الوفاء والإخلاص والمحبة والسّلام متجسّدة بسلوكياتهم وأخلاقهم عامّة، ولذلك كان للجاليات السّورية في كلّ مكانٍِ ذهبت إليه واستوطنته، الدّور المهمّ والبارز في البناء والتّنمية والتّقدم.. صفحات مضيئة خطّها السّوريون بأحرف من نور في كلّ بقاع الدّنيا؛ سطّروا فيها أسفار العلم والمعرفة ما بين السّماء والأرض، سجّلوا فيها مجد الإنسان حين يكون إنساناً، وأرّخوا قصائد الأمل والكفاح، وآيات المحبّة والسّعادة، وملاحم الإباء والعزّة. هكذا كان السّوريون منذ البدء.. يوم انطلقوا إلى العالم، أساتذة نورٍ ورسل محبّةٍ وسلامٍ منذ آلاف السّنين وحتى اليوم. ينابيع كثيرة تفجّرت من هذه الأرض لتروي ظمأ النّاس في كلّ زمان و مكان.. كالشّمس أشرق السّوريون على العالم أجمع. هم في كلّ مكان على وجه البسيطة، يقدّمون المعرفة والحبَّ والسّلام؛ إنّهم نبت هذه الأرض الغنيّة الخيّرة المعطاءة. «كلمةُ حبٍّ ووفاءٍ تقالُ للعظماءِ أفضلُ عندهم مما طلعتْ عليه الشمسُ، وخيرٌ لهم من آلافِ الكتبِ تكتبُ عنهم بعدَ موتهم». (Footnotes) 1 ـ أليكسي جورافسكي : الإسلام والمسيحية ـ ترجمة د. خلف محمد الجراد ـ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ؛ سلسلة عالم المعرفة ـ الكويت العدد 215 ـ 1996م ـ ص214. 2 ـ ماجد رداوي : الهجرة العربية إلى البرازيل ـ دار طلاس ـ دمشق ـ ط1ـ 1989ـ ص ( 194ـ 195).‏

تعليقات الزوار

إبراهيم المقداد أبو الخليل |  bosra790@maktoob.com | 03/04/2006 04:15

لا يفضض الله فاك يا أبا الطيب (كنية الأستاذ عبد الغفور الخطيب) أحيي فيك هذا الشعور النبيل، والهم العظيم التي تطالب بمعالجته، ولكن لا بد أولاً من حفظ كرامة المبدع وأن نضن به على الإهانة وألا نحاربهرثم نفكر في تكريمه...

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية