التي لاتزال تطبخ مشاريعها وسيناريوهاتها القذرة خلف الكواليس ضمن سياق المشروع الكبير الذي يحضر للمنطقة وشعوبها الضحية الأكبر لتلك المؤامرة التي تنتقل من بلد إلى بلد .
أحدث فصول المسلسل الأجنبي المستمرة حلقاته في تونس منذ شهور والتي تلعب بطولته ومعظم أدواره الرئيسة حركة النهضة الحاكمة التي لايزال أداؤها السياسي سواء على الصعيد الداخلي التونسي او الخارجي يثير الكثير من الريبة والشك ويضع العديد من إشارات الاستفهام منذ توليها السلطة في البلاد .. هو ما فعلته الحركة مؤخراً عندما قامت بإلغاء الفصل 27 من الدستور الجديد الخاص بتجريم التطبيع مع إسرائيل وذلك بعد الضغط الكبير الذي مارسته الحركة على نواب المجلس التأسيسي وعلى رئاسة المجلس والذي عزته الكثير من الأطراف والأحزاب والشخصيات السياسية التونسية الى الضغوطات الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل على الحركة التي ذابت عناوينها العريضة وبرامجها المتخمة بالمبادئ العروبية والوطنية والقومية في نار المخططات والطموحات الاستعمارية الغربية والتي قدمتها حركة النهضة على طبق من ذهب للخارج لطبخها مجدداً وإعادة تقديمها الى الشعب التونسي بعد التلاعب بمكوناتها الأساسية وإضافة بعض المنكهات الغربية التي تخفي خلفها السموم القاتلة للشعب التونسي والعربي .
الأمر الخطير الذي يوضح الصورة تماما ويجلي الكثير من نقاط و إشارات الاستفهام وكذلك التساؤلات التي كانت تبحث إجابات واضحة ودقيقة .. هو ما كشفه مؤخرا مراد العمدوني النائب في المجلس التأسيسي التونسي عن حركة الشعب الذي أكد وجود مجموعات مشبوهة متواجدة في أروقة المجلس تحت غطاء منظمات دولية ووفود برلمانية أجنبية تتكون من جواسيس تابعين لدوائر صهيونية يعملون في الظلام وبالتعاون مع بعض الأطراف الحاكمة التي تدعي الوطنية والقومية .
وفي معرض تعليقه عن إلغاء الفصل 27 من الدستور الجديد قال العمدوني: إن حركة النهضة قايضت بقاءها في السلطة بإلغاء الفصل 27 من الدستور التونسي الجديد الخاص بتجريم التطبيع مع اسرائيل ، مضيفا أن الحركة خانت بذلك القضية عبر اتباعها ازدواجية الخطاب والتلاعب بالفصل 27 وذلك من خلال مناورة سياسية لكي لايتم تفعيل الفصل المذكور او اعتماده فهي صدقت في البيان الختامي لمؤتمرها الاخير على تجريم التطبيع لكنها تراجعت الان عن تفعيل التجريم في الدستور الجديد منقسمة إلى شقين الأول مع تجريم التطبيع والثاني ضده .
وأكد النائب في المجلس التأسيسي التونسي ان حركة النهضة عندما تناور سياسيا في مسائل مبدئية فإنها ترتكب خيانة وطنية عظمى وخيانة للثورة ولكل الأحرار في تونس والعالم .
بدوره صلاح المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح أكد أن ما يحدث الآن في المجلس التأسيسي انقلاب على إرادة الشعب يقوم به نواب يريدون عدم تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني حيث أن الأغلبية الساحقة للشعب التونسي ضد إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني ، مضيفا أن ائتلافا جمعياتيا سيقوم بحملة شاملة لمناهضة التطبيع من خلال طبع وتوزيع الملصقات وجمع التواقيع على العرائض وتنفيذ الوقفات الاحتجاجية أمام المجلس التأسيسي من اجل إعادة تثبيت الفصل 27 في الدستور الجديد
من جانبه قال السماري رئيس جمعية الوحدويين الناصريين إن الالتفاف وقع على الفصل 27 من الدستور التونسي الجديد لأن القرار الوطني في تونس يطبخ في دوائر صهيونية ، مشيرا الى أن النشاط الصهيوني استفحل في تونس بعد الثورة تحت غطاء منظمات وجمعيات محسوبة على المجتمع المدني ،وأكد السماري أن طبع نجمة داوود السداسية رمز (اسرائيل ) وعلمها على ملفات ومطبوعات المجلس التأسيسي وداخل هلال العلم التونسي كانت مقصودة وتأتي في سياق دعم هذه المجموعات للمشروع الصهيوني ، مضيفاً في نفس الوقت الى النضال سيتواصل بفضح التطبيع والمطبعين المتواطئين مع الصهاينة .