تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما يكتب المسؤول..

عزف منفرد
الثلاثاء 17-3-2009
عبد الفتاح العوض

عندما يكتب الوزراء مقالات أو زوايا أو كتبا وهم في مناصبهم فإن ذلك يحملهم المسؤولية مضاعفة.. مسؤولية الكتابة بحد ذاتها, وهي مسؤولية كبيرة لأولئك الذين يعرفون قيمة ما يكتبون, ثم هي مسؤولية أخرى تتعلق بالمنصب الذي يشغلونه لأنهم لا يعبرون فقط فيما يكتبون عن أنفسهم بل عما يمثلونه من منصب.

وإذا كانت هناك حالات نادرة في وجود بعض من يكتب وهم في المسؤولية فإننا نفتقد لهذا التقليد بشكل عام, ونجد استثناء التزام د. بثينة شعبان بالكتابة المنتظمة وعادة ما تكتب في الموضوعات الساخنة التي تصعب الكتابة بها دون أن يمتلك الكاتب ملكات أخرى.‏‏

كذلك يكتب بعض الوزراء عندما يستدعي الأمر كما فعل د. محمد الحسين غير مرة, رغم أن كتابات د. محمد الحسين عادة ما تكون استجابة (لأزمة) أو ردا على مقترحات معينة إلا أنها تحوي مادة علمية مهمة.‏‏

آخرون توقفوا عن الكتابة عندما شغلتهم أعمالهم عن ذلك رغم أن البعض منهم كانت الكتابة هي الباب الذي عبَّر كل منهم فيه عن نفسه.‏‏

آخرون لا يجيدون الكتابة ومتطلباتها ولسنا الآن في مجال الحديث عنهم.‏‏

ثمة وزراء سابقون كتبوا أكثر من المقالة والزاوية، منهم قبل أن ينهي منصبه مثل العماد مصطفى طلاس, وآخرون بدؤوا يكتبون بعد انتهاء العمل الوزاري ومنهم الوزير الرائع د.محمد العمادي وفي كتاباته توصيف من عين خبيرة لمرحلة مهمة من مراحل الاقتصاد السوري, ورغم تميز د.العمادي بمعرفته لأدق التفاصيل إلا أن دماثته ودبلوماسيته البالغة جدا جعلت من كتاباته أقرب للتوصيف منها للنقد والتحليل.‏‏

الصورة مختلفة.. ونحن نقرأ الكتاب الأخير للدكتور مطانيوس حبيب حيث لا يجد الرجل حرجا من تسميته الأشياء بمسمياتها, ورغم أنه ليس من أنصار أدلجة الاقتصاد إلا أنه منحاز حتى العظم لاتجاهات اقتصادية محددة.‏‏

كتاب د.حبيب (قراءات ورؤى في الاقتصاد السوري) يدعو إلى (علم اقتصاد لا سياسي).. وينتقد القرارات الشعبوية.‏‏

وإذ تراه يتحدث بغزل عن فكرة وجود القطاع العام إلا أنه يتساءل (هل يعقل أن تتوصل دول كثيرة إلى شرعنة موت الرحمة للإنسان الميؤوس من شفائه من أجل إنقاذه من الألم ويعجز عن معالجة مؤسسة مريضة أوجدناها بقرار وقد نكون أمرضناها بقرارات أيضا)؟.‏‏

مشكلة الوزراء السابقين أنهم عندما يتحدثون بنقد فإن السؤال الذي تتم مواجهتهم به دوما.. ألم تكونواجزءاً من كل ذلك؟!.‏‏

ورغم سذاجة السؤال وسطحيته فإنه سؤال يمنع التعبير عن كل ما يعتلج في النفس والعقل.‏‏

د.مطانيوس حبيب تصالح مع هذه الحال وهو يظن أنه( لم يقل كل ما يعتقد لكنه لم يقل أبداً ما لا يعتقده).‏‏

أخيرا.. أتوقف عند سؤال ورد في الكتاب يقول فيه السائل: لماذا ينبري بعض الاقتصاديين لإنكار الإنجازات التي تقوم بها الحكومة ؟ هل هي عداوة كار أم إنها محاولة لإزاحة أعضاء الحكومة للحلول محلهم؟!.‏‏

أترك هذا السؤال بلا إجابة. awad-af@scs-net.org ‏‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 17/03/2009 06:15

في المنطق والموضوعية ..عندما تقوم الحكومة بالحد الأدنى من واجبها, بينما تفعل الحد الأعلى عكس واجبها , فكيف للكاتب أو للمواطن أو للمراقب أن يبرز إنجازات الحكومة المتواضعة؟!. أما خلف الكواليس فهناك الكثير بين النخب من إزالة لشخص ومن حلول محل شخص. أما في امر المسؤول الذي يكتب في الإعلام وهو في منصبه, فلا شك أنه سيجمل ويرقع , وبالتالي سيكون بقلم تبريري أو اعتذاري لايغني المواطن بشيء من الشأن المحلي, لكنه إن كتب في الشأن الخارجي كما تفعل بثينة شعبان فإنه سيكشف الكثير عن الآخر أمام المتابعين من العامة. ويبقى أمر السؤال التقليدي الذي صوره الكاتب على أنه سطحي وساذج وهو ليس كذلك,بل هو رد فعل تلقائي, فإنه عادة يقود المسؤول الكاتب لجواب تبريري واعتذاري, وليس عندي علم بأن مسؤولا واحدا (حول العالم)خرج ولو مرة واحدة بإجابة خارج التبرير والتعذير.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية