|
هيام ضويحي في ذكرى الأربعين شؤون ثقا فية قرأت ورقة النعوة مراراً . . اعدت القراءة لأن عيني لم تصدق.. لم استوعب الموضوع أمعقول ان تموت هيام في ريعان شبابها.. ربما ليست هي ولذلك قرأت النعوة واعدت القراءة اخوتها: هيثم رئيس اتحاد الطلبة لسنين طويلة ووزير سابق , تميم الصحفي في التلفزيون..
حسام الصحفي الرياضي.. الدكتور هشام .. نعم انها هي .. بعينها احد افراد هذه العائلة السورية النموذجية. وهيام ضويحي اعرفها جيداً, كانت مثال الفتاة العربية السورية التي تتوق الى التحرر وكانت تعمل الى تحرر المرأة وتعليمها من خلال منظمة الاتحاد النسائي العام.. لذلك ذرفت من عيني دمعة على شبابها المأسوف عليه وعندما تأكدت انها هي ارجعتني الذاكرة الى السبعينات عندما كنا نجلس على مقعد درس واحد في المدرج الرابع بكلية الاداب.. كنا معا في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق..كانت تأتي من الحسكة لتقدم الامتحان ومن الطبيعي ان تأتي الى اخيها هيثم في اتحاد الطلبة الذي يقع مبناه في كلية الآداب ولما كان هيثم ليس شاغراً لها ولدرسها وجامعتها لذلك كانت تأتي الى اخيها الآخر انا .. لؤي فقد كنت متفرغاً في نفس الاتحاد كمدير لفرقة المسرح الجامعي المركزية وكان لي مكتب تأتي اليه وتدرس .. كنا نتناقش نشرب الشاي نأكل السندويتش.. كنت اعطيها الاسئلة المتوقعة, وكانت تدرسني الاعراب ونذهب لنقدم هذه المادة او تلك ثم نعود أدراجنا الى مكتبي لنجيب على الاسئلة ,كانت تنجح وانا ارسب بسبب تفرغي الكامل للمسرح.. كانت كأختي سها تماماً, .. قلت لها مرة انني اكتب مسلسلاً عن المرأة في منطقتنا الشرقية وعن عادة سيئة وهي عادة (الحيار) السيء الذكر وهو ان يحجز المرء ابنة عمة عن الزواج لأنه يريدها: فقرأت المسلسل وقالت لي مسلسلك ينقصه الخط الاقتصادي ولما كانت عضوة قيادة في منظمة الاتحاد النسائي.. فرع الحسكة انصت اليها, واقتنعت برأيها بعد ان حكت لي عدة قصص عن نساء (حيرَّن, في الحسكة واعدت كتابة المسلسل جذرياً لأن الحيار المعاصر هو ان ابن العم يطمع براتب ابنة عمه بعد ان نزلت المرأة كممرضة او عاملة او معلمة.. ونفذ العمل على هذا الاساس بعد مشورتها وكان مخرجه سمير سلمون رحمه الله .. تخرجت هي. . وبعدها بسنين تخرجت انا, .. انتقلت الى دمشق كعضوة في اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي, وبدأت هي تدرس في الدراسات العليا بنفس الجامعة وكان مشروع تخرجها بنفس المنحى الذي بدأت فيه حياتها وكان عنوان الاطروحة التي غدت كتاباً فيما بعد ( الرواية النسائية في سورية) ثم كتبت كتاباً آخر بعنوان (نبض الوفاء) . وهذه هي هيام ضويحي.. صديقتي اختي التي ارسلت لي سيارتها الخاصة يوم عرسي وكان السائق اخوها تميم صديقي هو الآخر.. آه ايها الموت ما اقساك.. تخطف احبابنا واحداً واحداً وتتركنا حزينين, حزانى, بالامس معن نظام الدين ومأمون ضويحي واحمد عجاج واليوم اختي الغالية الدكتورة هيام.
|