ومثّل السيد الرئيس بشار الأسد في حفل الافتتاح السيد محمد سعيد بخيتان الامين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي نقل محبة وتحية سيادته الى ممثلي جماهير الحرفيين الذين فازوا بثقتهم وكسبوا احترامهم وحملوا امانتهم من خلال مناخ الديمقراطية والتنافس الحر والحس الوطني.
واوضح السيد بخيتان ان عملية البناء المنشودة تتطلب جهود جميع ابناء الوطن واستثمار كامل خيراته افضل استثمار واستنباط خير الافكار, وارتياد اوضح السبل, وهذا الامر يتحقق من خلال العمل الدؤوب والحب الصادق والايمان العميق وبهذه المقومات يقبل الانسان على اداء واجبه مرتاحاً ويخر ج من مهمته ظافراً, وتنطلق الذات لترى نفسها في الآخر مشاركة جماعية واعية, ويرتقي الحس الجمعي فيرى الفرد نفسه لبنة في بناء كامل الوطن.
وبين الامين القطري المساعد للحزب ان ما قدمته جماهير الحرفيين في سورية وتنظيمها النقابي وجمعياتها الحرفية والانتاجية خلال مسيرتها الطويلة من اسهامات كبيرة في الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية هو محط اعجاب وتقدير ابناء الوطن, ورسالة تبين قيمة الدور الحضاري للانسان السوري وبراعته الفائقة في الابداع والخلق والفهم الواعي للحرفة فناً وعلماً واختصاصاً.
وقال السيد ممثل راعي الاحتفال لقد اثبت هذا القطاع المهم حيويته وقدرته المتجددة على استيعاب التقدم الحاصل في العلم والتقنيات, وتوظيف الجديد في تطوير ادوات الحرف ووسائل العمل وشكل المنتج وجودته وزيادة قدرته التنافسية الى جانب نجاحه في تفعيل الدور الجماعي من خلال تنظيمه المهني بتوحيد الجهود والطاقات والدفاع عن مصالح الحرفيين وتحسين اوضاعهم الاجتماعية وتطوير انتاجهم كماً وكيفاً واشراكهم في الحياة السياسية التي لا تعزز الدفاع عن مصالحهم فحسب بل تفسح في المجال للمشاركة الوطنية الهادفة.
واضاف بأن الحرفيين يمثلون ركيزة اساسية نظراً لاتساع قاعدتهم وتعدد حرفهم وانتشارهم في كافة ارجاء الوطن واحتضانهم لسائر قواه العاملة وطاقاته المبدعة, ومن خلال هذه الرؤية فإن قيادة الحزب والدولة تولي هذا القطاع كل الاهتمام والحرص, لإيماننا الكامل بأن تطويره ورعايته وتعزيزه ووضع البرامج التكاملية لعمله ومتطلباته يحقق الارتقاء بالمجتمع.
ودعا السيد بخيتان الى رفد هذا القطاع بالكوادر الشابة من خلال خلق فرص عمل اكثر فاعلية, وتأمين القاعدة المادية لقيام المشروعات الصناعية الصغيرة المنتشرة في ارجاء الوطن كافة بواسطة قروض ميسرة مدروسة الاهداف والغايات اضافة الى احداث مناطق صناعية يتوافر لها جميع المتطلبات المادية والتقنية والخدمية وتعزيز الثقة بالتعليم المهني.
التحديات السياسية
وفيما يتعلق بالتطورات السياسية والتحديات الخطيرة التي تشهدها المنطقة والعالم اعلن السيد بخيتان انه لم يكن خافياً على سورية وقيادتها ان ما يرسم لهذه الامة انما يستهدف تاريخها ووجودها وحضارتها وخيراتها, فقاومت سورية المخططات المعادية المطروحة لادفاعاً عنها فحسب بل دفاعاً عن العروبة والحق والسلام, فتحملت وزر الحملات المشبوهة والضغوط القاسية والتهديدات المتلاحقة دون ان تركع او تفرط بحقوق شعبها وقيمها واصالتها وبقي صوتها عربي اللغة واضح الهوية.
ولقد اثبتت تطورات الاحداث مصداقية موقف سورية وسلامة رؤيتها العربية في غير مكان من منطقتنا التي تخوض معركة الفصل ما بين حق مهضوم مستلب وباطل معزز بكل ادوات الترويج والقوة, وظلت سورية صامدة, مدافعة عن ثوابتها القومية والوطنية وستبقى كذلك تطالب بخروج المحتل من العراق وتدين نزيف الدم الجاري على ارضه وتدعو الى المحافظة على سيادة العراق وحضارته ووحدة اراضيه وتقرير مصيره من قبل ابنائه.
كما اكد السيد بخيتان دعم سورية خيار الشعب الفلسطيني في تشكيل حكومة تعبر عن مصالحه وتجسد همومه وتطلعاته وتدعو الى دعمها مادياً ومعنوياً, وهي بذلك تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية في وجه غطرسة اسرائيل وجرائمها المتكررة ضد شعبنا الفلسطيني وسلب حقوقه ورهن ارادته ودعم الولايات المتحدة اللامحدود لاسرائيل التي تعادي السلام والامن والاستقرار وتتمرد على الشرعية والقوانين الدولية, وتتحمل مسؤولية تصعيد الاوضاع في المنطقة الى مزيد من العنف والتوتر.
واشار ممثل راعي الاحتفال الى ما قدمته سورية من تضحيات كبيرة في سبيل استقرار لبنان وبناء مؤسساته وهي منذ اليوم الاول لجريمة اغتيال الحريري ساعدت على التحقيق وفعلت كل ما يقتضيه واجبها الوطني والقومي والتزامها بالمواثيق والقرارات الدولية, وفق ارضية صلبة وحرص تام على المصلحة الوطنية والدولية والسيادة الوطنية لافتاً الى ما تحملته سورية من تهم وتلفيقات كاذبة بهذا الشأن.
واضاف اذا كان خيار لبنان وقدره ان يكون مع سورية والى جانبها كما هي سورية ايضاً تاريخاً وجغرافية, حضارة وانتماء فإن سورية تبارك جهود الحوار في لبنان وتتمنى ان يثمر تفاهماً بناء يغلب العقل.. وتلاقياً وطنياً سلمياً يخدم مصلحة هذا البلد وشعبه والعلاقة المميزة بين الشعبين السوري واللبناني.
وقال السيد بخيتان ان سورية المؤمنة بعروبتها حريصة كل الحرص على اي عمل عربي يجنب الامة المزيد من الكوارث والويلات ويعزز دورها ورسالتها وموقعها الحضاري, وهي بذلك تنظر الى مؤتمر القمة العربية بعين التمني ان يعزز هذا اللقاء تضامن العرب ويوحد قواهم في التنسيق والتعاون والتحرك المشترك في سبيل تحقيق الآمال والاهداف المشروعة.
وشدد ممثل السيد الرئيس ان سورية ماضية في حمل راية العروبة والحق والسلام تستمد من قائدها الرئيس بشار الأسد المدافع عن شرف الامة وكرامتها الارادة والقوة والعزيمة والتصميم والرؤية, وتستعين بشعبها القوي المتماسك بقوتها ومنعتها واصالتها لتسقط الاصوات المشبوهة والحملات البغيضة وتتصدى لكل قوى البغي والشر, وتلك مهمتها الدائمة وخاطب السيد بخيتان اعضاء المؤتمر قائلاً ان مؤتمركم هذا محطة مهمة تنتظرها جماهير الحرفيين, ودوركم كبير في بناء الوطن وازدهاره في معركته الوطنية والقومية وفي تحصين مؤسساتكم وعملكم فنرجو ان تمارسوا هذا الدور بحرص ووعي وموضوعية متمنياً للمؤتمر النجاح والتوفيق وللوطن العزة والنصر للأمة التقدم والمنعة.
الجوني: الآمال كبيرة
واكد وزير الصناعة الدكتور فؤاد عيسى الجوني ان الآمال الكبيرة المعقودة على المؤتمر من قبل الحرفيين تتطلب وقفة موضوعية لتقييم اداء مرحلة من العمل امتدت لسنوات خمس بذلت فيها القيادة الحرفية جهدها لرفع سوية الاداء المهني وتحسين الدخل ورسم سياسة ودليل عمل للسنوات الخمس القادمة.
وقال الدكتور الجوني في كلمته امام المؤتمر: ان تأسيس الاتحاد العام للجمعيات الحرفية مثل نقطة البداية في تأطير العمل النقابي والتنظيمي لهذا القطاع كأحد أركان الاقتصاد الوطني كونه يمتلك الشرعية الاوسع على امتداد ساحة الوطن..
وغدت الصناعات الحرفية تساهم في عميلة البناء القائمة على التعاون بين مختلف الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية تجسيداً لتوجيهات الحزب وقائده السيد الرئيس بشار الأسد.
واشار وزير الصناعة الى التشريعات والقوانين والمراسيم التي صدرت مؤخراً واثرها الفعال في دعم ونشاط الحركة الاقتصادية للاتحاد.
كلمة الاتحاد التعاوني العربي
وألقى الدكتور احمد عبد الظاهر عثمان الامين العام للاتحاد التعاوني العربي كلمة الاتحاد قال فيها: ان ما يدور في الوطن كثير ويجب ان نبذل اقصى الجهود في تعبئة الطاقات والموارد الكامنة لإدارك حجم المخاطر التي تواجهنا..
وكمواطن عربي عروبي ادرك حقيقة الصمود القومي والدفعات المعنوية المتتالية التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد من هذا المعترك الصعب الذي يحتاج الى القدرة على منازلة الخصوم بأعصاب وإرادة حديدية.. والذي لم يحن رأسه امام العاصفة وهنا يقاس معدن الرجال وقدرتهم على البذل والعطاء من اجل اوطانهم.. وان الشعوب العربية غدت تتطلع الى قيادات شابة كالفارس اليعربي بشار الأسد.
كلمة اتحاد الحرفيين
وبدوره اكد السيد علي عواد رئيس الاتحاد العام للجمعيات الحرفية ان شعار المؤتمر ينقل بكل وضوح حرص الاتحاد على النظرية التكاملية التي توحد بين الاصالة والمعاصرة وتخلق البواعث والمناخات الصحية لازدهار الفكر المتجدد الذي يطور ويحدث المفاهيم وانماط التفكير ووسائل العمل وطرائق الانتاج وهذا جميعه حاجة وطنية كبرى يرتبط بها تطوير مظاهر العمل وتحسين الاداء وتعزيز مسيرة التطوير على قاعدة الابداع المتجدد في جميع مناحي الحياة.
واوضح رئيس الاتحاد ما جسدته المؤتمرات السابقة على جميع المستويات التنظيمية من وعي وادراك عميقين للمهمات النضالية والتحلي بروح المسؤولية العالية تجاه قضايا الوطن واستقراره ومنعته مؤكداً حرص الاتحاد ايضاً على استيعاب سائر الاخوة الحرفيين الذي يصل عددهم نحو نصف مليون حرفي يتوزعون على 295 جمعية حرفية.
تقدير وتكريم
بعد ذلك قام السادة بخيتان والجوني وعثمان وعواد بتكريم عدد من قدامى الحرفيين المبرزين تقديراً لجهودهم وعطائهم في هذا المجال ثم قدم رئيس الاتحاد العام للجمعيات الحرفية الى ممثل السيد الرئىس راعي المؤتمر درع الاتحاد الذي حصل عليه في المؤتمر الدولي للالتزام بالجودة في فرنسا على جائزة النجمة العالمية (الفئة الذهبية, لأفضل منتج حرفي في العالم).
كما قدم رئيس الاتحاد التعاوني العربي درع الاتحاد لممثل السيد الرئيس تقديراً ووفاء واخلاصاً لمواقف السيد الرئيس بشار الأسد حامي عرين الامة في زمن التردي والانهيار.
هذا وقد حضر افتتاح المؤتمر السادة اعضاء القيادة القطرية واعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية ومعاون رئىس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والوزراء ورئيس واعضاء الاتحاد التعاوني العربي وامناء فروع الحزب والمحافظوان ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية واعضاء المؤتمر.