تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رغم جراحنا.. لن تنالوا من إرادتنا

مجتمع
الأحد8-5-2016
فاطمة حسين

( ينشرون إرهابهم في كل الأمكنة، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ،يدمرون المنازل والأحياء والمؤسسات وكل معلم وأثر حضاري وإنساني .يسوقون الموت حسب شهيتهم الشاذة،

ماجعل الجميع يحلم ويتمنى أن ينفذ هذه العبارة (بدي أكون صاروخ ...افجر نفسي في هؤلاء الإرهابيين القذرين) هو لسان كل مواطن سوري وحلبي خاصة في هذه الأيام التي تعاني حلب وغيرها من المدن السورية إجرام الإرهابيين وقذائفهم العمياء المتفجرة.‏

الكل يريد أن يقضي على هؤلاء الذين يزرعون الموت في كل مكان من زوايا الوطن غير مبالين بالأرواح أو المناطق السكنية الآمنة , يوميا تستيقظ مدينة حلب على قذائف الدمار والتهديم , وهم بكل فجور الكون يرسلون رسائلهم الصوتية التي تدعو إلى مزيد من القتل ولاسيما للجيش الصامد الذي يدافع عن أرضه وعرضه محرضين على المزيد من سفك الدماء السورية الطاهرة.. هذه حال السوريين هذه الأيام ونحن في رحاب عيد الشهداء الذي سيتخطى عمره المائة عام ونستقبله وسورية تقدم أعدادا إضافية من فلذات أكبادها صغارا وكبارا يوميا , في حقد أسود وغل أعمى وبتنفيذ مبرمج للقتل في كل مكان من سورية ..في واحدة من اكبر وأشرس الحروب المعاصرة التي تخوضها سورية مع جيشها البطل المقدام و أبنائها الشرفاء ..‏

فحلب منذ بداية العدوان تعيش حالة الصمود رغم القتل المجاني الذي يمارس على مواطنيها الصابرين الصامدين بلا تفريق بين صغير وكبير, والهدف أن تكون منطقة آمنة لمرتزقتهم وإرهابييهم بدعم مباشر وبأحدث الأسلحة والخطط الجهنمية التي تديرها دول هي أم الإرهاب وأبوه ولاتزال ...‏

إذا هي حلب... تتلمس طريقها وسط الظلام الذي خيم على أحيائها منذ بداية الحرب الظالمة المفروضة على سورية , تحاول أن تتنفس الهواء النقي الذي افتقدته بسبب الغبار الذي غطى كل جسدها, ترفع رأسها إلى السماء تبحث عن القوة والقدرة الإلهية لكي تبقى على قيد الحياة..‏

إنها حلب تلك المدينة الرائعة ...القوية والصامدة ,إنها حلب التي سرقت معاملها وبيعت على أيدي العصابات المسلحة إلى تركيا ...المعامل التي كانت العامل الأساسي والقوي لجعلها المحافظة الاقتصادية بامتياز حتى بداية الحرب التي أخذت أمنها وأمانها , فتحاول تلك العصابات خنقها والإجهاز عليها وعلى أهلها بتدمير وحرق حضارتها .. قلعتها ... سوقها القديم ..و كل معنى ديني واثري لقلعتها التي بقيت معلماً هاماً من معالمها والمنارة لكل قاصد حلب ولمن ضل الطريق إليها , وجامعها الأموي الذي حرق ونهبت قبته الذهبية ..هي حلب الآن لتعود القذائف اليومية كما المطر تسقط على رؤوس أصحابها التي أصبحت أكثر كثافة بعد وقف إطلاق النار ,ووقوع المزيد من الشهداء على ترابها الطاهر ,إنها تنزف يوميا وقد أصبحت أكثر تمسكا بالحياة وازداد تشبث أهلها بأرضهم وسوريتهم...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية