أو أن له دوراً فيه والاعتراف على نوعين: الأول: هو الذي يجري في مجلس القضاء ويسمى في هذه الحالة اعترافاً قضائياً كاعتراف المدعى عليه أمام قاضي التحقيق أو قاضي الإحالة أو قاضي الحكم. الثاني: هو ما جرى في غير مجلس القضاء ويسمى في هذه الحالة اعترافاً غير قضائي… كالاعتراف أمام رجال الضابطة أو ضمن دفتر مذكرات أو في رسالة بعث بها المدعى عليه إلى صديق له أو قريب. ويعتبر الاعتراف القضائي هو الأقوى حجية والأبعد أثراً وكان يطلق عليه «سيد الأدلة».
أما الاعتراف غير القضائي الذي ينتزع من المدعى عليه خلال التحقيق الأولي الذي يجريه رجال الضابطة فليس له من الحجية ما للاعتراف القضائي إلا إذا قامت أدلة أو قرائن أخرى تؤيده وتدعمه. وسنعرض فيما يلي نوعي هذا الاعتراف: أولاً- الاعتراف غير القضائي: إن هذا الاعتراف قد يصدر عن المدعى عليه أمام شهود أو في وثيقة خطية أو أمام رجال الضابطة. والاعتراف الذي يجريه رجال الضابطة -أثناء التحقيق الأولي- أثبت الواقع العملي أنه كثيراً ما ينتزع بالتهديد أو بالوعيد، أو بالإغراء، وقد أجمع الاجتهاد على وجوب إهمال كل اعتراف يدلي به صاحبه تحت تأثير الإكراه المادي أو المعنوي، لأن المدعى عليه إنما يكون حين إدلائه به مغيب الإرادة، مضطرب التفكير، لا يدرك نتائج ما أدلى به. وقد أوجب الاجتهاد على قاضي الموضوع أن يبحث في صحة ما يدعيه المدعى عليه من أن الاعتراف المعزو إليه قد انتزع منه عن طريق الضغط والإكراه, وذهب الاجتهاد القضائي إلى أبعد من ذلك حين قرر قبول الرجوع عن الاعتراف الأولي بزعم أنه انتزع بالإكراه ويجب على المحكمة التحقق من هذا الطلب الجوهري.
ثانياً- الاعتراف القضائي: إن الاعتراف القضائي هو الذي يصدر عن المدعى عليه أمام القضاء أثناء السير في الدعوى المتعلقة بالواقعة المدعى بها وقد اتفق الفقهاء على أن الاعتراف في القضايا الجزائية ليس شأنه شأن الاعتراف أو الإقرار في القضايا المدنية حيث يجوز في القضايا الجزائية الرجوع عن هذا الاعتراف ويعود لمحكمة الموضوع تقدير حجيته في الاثبات وفقاً لقرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ٢٧/١١/١٩٨٢ فقد ثبت أن الاعتراف ليس دوماً صادقاً حيث تمت إعادة المحاكمة في قضايا أدين فيها متهمون بناء على اعترافاتهم ثم ما لبثت أن ظهرت براءتهم كما أن هناك محاكم قضت ببراءة متهمين رغم اعترافهم, فقد يعترف المدعى عليه بإقدامه على الشروع بالسرقة لمنزل دخل إليه لملاقاة عشيقته كي يجنب عشيقته الفضيحة, كما يعترف الحدث بارتكابه جرم قتل ينقذ والده منه بعد أن أقنعه والده بأن عقوبته ستكون خفيفة جداً لحداثته. المستشار: رشيد موعد قاضي محكمة الجنايات سابقاً
المستشار رشيد موعد.. قاضي محكمة الجنايات سابقاً