ويتضمن قصائده، التي كتبها في فترة مرضه خلال السنة الأخيرة من حياته، وهي منشورة بخط يده، مع الإشارة الى أن جمهوره لايعرف هذا الديوان، ولم يسبق له الاطلاع على القصائد الواردة فيه.
غلاف الكتاب من تصميم زينب نزار قباني، وجاء في مقدمته الممهورة بتوقيع أولاده هدباء وزينب وعمر: «في ليلة استفاق ليكتب فوجد القلم وليس الورق، ولكن لحسن الحظ وجد كيس أدويته، وهو مصنوع من الورق، فأفرغ الكيس وكتب عليه، فكانت هذه الصفحة الفريدة، التي نشارككم إياها كما كتبها على كيس الصيدلية».
كما يتضمن مقدمة، غير منشورة سابقاً، بخط نزار حملت عنوان: الوطن حول سريري، ومن عناوين قصائد المجموعة:عن حضارة ما بعد الأنوثة، ويوميات شباك دمشقي، والحب على نار الحطب، وطعنوا العروبة في الظلام بخنجر، والقصيدة الأخيرة بدون عنوان، وغيرها.
وفي هذه القصائد نلمس خلاصة وثمرة ماكتبه، عن المرأة والياسمين الدمشقي، والوطن، وإحباطات الإنسان العربي الميلودرامية، خلال مشواره الشعري الطويل.
كأن هذا الديوان جاء كردة فعل من أسرته، ضد موجات التزوير الواسعة، التي طالت كتبه الشعرية بعد رحيله، ولهذا طالبنا مراراً، بتفعيل قانون حماية حقوق الملكية الفكرية، بعد أن تحول الى مجرد حبر على ورق.
ومن يقرأ بعض فصول كتابه (شيء من النثر) الصادر عام 1983يدرك أنه كان يعلم، بأن تراثه الشعري والحياتي، سيتعرض لمحاولات التشويه والتزوير، لاسيما وان دار منشوراته في بيروت, سرعان ما تراجع دورها أو توقفت لأسباب نجهلها, بعد ان كانت وحدها ولسنوات طويلة, مخولة بالنشر والتوزيع.