تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تصعيد الإرهاب...حرب بالوكالة ضد روسيا وإيران

متابعات سياسية
الأحد 8-5-2016
ترجمة: ليندا سكوتي

ما أن مني متمردو القاعدة وداعش المدعومون من الولايات المتحدة بهزيمة نكراء نجمت عن التعاون بين سورية وروسيا وإيران وحزب الله، حتى انصرفت إدارة اوباما إلى العمل على تزويد ما يسمى «بالمعارضة المعتدلة» داخل سورية بأعداد إضافية من المقاتلين الجهاديين،

لا سيما وأن العديد من قادة داعش والنصرة قد لقوا حتفهم في مواضع شتى من البلاد فضلا عن فرار الآلاف من المقاتلين الإسلاميين.‏

وإزاء الهزيمة التي لحقت بالمتمردين الذين ينعتون بـ«المعتدلين» أخذ الغرب على عاتقه بذل قصارى مساعيه في إعداد فصائل عسكرية تحارب وكالة عنه وذلك بتجنيد وتدريب وحشد مرتزقة وجهاديين بدعم من تركيا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية.‏

وفي ضوء هذا الواقع، استمرت المعارك في حلب، حيث أن معلومات مؤكدة أشارت إلى تدفق آلاف الإرهابيين عبر الحدود التركية-السورية في مطلع شهر أيار، ولا ريب بأنهم قد تلقوا الإعداد والتدريب بعد تجنيدهم لمحاربة القوات الحكومية في حلب. وفي هذا السياق، ذكر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بأن أكثر من 5000 متشدد جديد عبروا الحدود من تركيا إلى شمال غرب سورية في حلب وإدلب، مشيرا في ذلك إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من قبل أطراف معينة.‏

سهلت السلطات التركية عبور الإرهابيين وتدفقهم عبر حدودها إلى سورية، الأمر الذي دعا الحكومة السورية إلى اتهام الغرب بالمساعدة في دعم نشاط الإرهابيين وتسليحهم، والتخطيط بعناية ودقة لتدفق الآلاف من مجاهدي القاعدة. ومن الجدير بالذكر أنه سبق وأن تم نشر قوات أميركية خاصة في سورية والإشراف على «متمردي المعارضة المعتدلة» الذين تم تجنيدهم وإعداد معظمهم على الأعمال القتالية.‏

ومن الجدير بالذكر أيضا أن الجهاديين الأجانب الجدد الذين أطلق عليهم اسم «المقاتلين الأحرار» سيخضعون لتدريب وإشراف من قبل ضباط أميركيين في الناتو.‏

في شهر تشرين الثاني عام 2015، أكدت إدارة أوباما بأن نشر القوات الأميركية الخاصة سيقتصر على 50 مستشارا في العمليات العسكرية، حيث سيعملون مع القوات المقاومة التي تحارب تنظيم داعش في شمال سورية وإن تلك القوى لن تنخرط بشكل مباشر بالحرب الدائرة في هذا البلد.‏

وفي مختلف الأحوال، فإن التطورات الأخيرة قد بينت بأن واشنطن أوفدت في شهر نيسان أكثر من 250 مقاتلا من قواتها الخاصة، فضلا عن تدفق الآلاف من المجاهدين المتمردين الجدد.‏

إن هذه الأرقام الرسمية ليس لها من معنى إن لم يؤخذ بعين الاعتبار أولئك الذين أرسلتهم بريطانيا وفرنسا. يضاف إليهم 5000 جهادي دخل سورية، أغلبهم من المرتزقة المدربين على أعلى مستوى، حيث عهد إلى شركات خاصة أبرمت عقودا مع الولايات المتحدة والناتو لتدريبهم. وقد ذكرت صحيفة اكسبرس البريطانية في شهر آب بأن بريطانيين يرتدون زيا كمقاتلي داعش يشاركون في المعارك، وإن أكثر من 120 منهم يعتبرون من النخبة موجودين حاليا في بلد مزقته الحرب ويرتدون الأسود ويحملون أعلام داعش».‏

ترافق تدفق الجهاديين مع نشر قوات خاصة أميركية وقوات متحالفة معها. وستتوحد القوات الأميركية الخاصة مع كتائب تنظيم القاعدة التي تم نشرها مؤخرا في شمال سورية والتي سوف تحل محل القوات التي هزمتها القوات السورية والقوات المتحالفة معها.‏

بالنسبة للأهمية الاستراتيجية، فإن تدفق القوات الخاصة والقوات الجهادية الجديدة هو تغيير في تركيبة وهوية القوات المقاتلة التي تسمى «بالمعارضة السورية» ومعظمها يتكون من مقاتلين أجانب وطواقم عسكرية من حلف الناتو وأميركا.‏

إن كذبة قيام حرب أهلية ووجود قوات معتدلة لم تعد تنطلي على أحد لا سيما بعد أن عمدت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها للعمل داخل سورية.‏

تسمى هذه العملية رسميا بـ«عملية مكافحة الإرهاب»، في الحين الذي يؤكده الواقع بأن الإرهابيين قد تعرضوا لهزيمة مروعة على يد قوات الجيش العربي السوري وذلك ما دعا إلى تدفق جديد للإرهابيين.‏

في الوقت الراهن، فإن الاستراتيجية قد أخذت بالتوجه نحو الوجود الأميركي والناتو على مسرح الأحداث. وفي ضوء نشر قوات خاصة وقوات برية بأعداد كبيرة فضلا عن الاستعدادات التي تبديها القوات الغربية ربما يقود ذلك إلى مواجهة مباشرة مع روسيا والقوات الإيرانية والمستشارين العسكريين.‏

في شهر تشرين الأول، اتهم مسؤولون أميركيون روسيا بالعدوانية المباشرة الموجهة ضد القوات الأميركية داخل سورية حيث قالوا بأن بوتين يستهدف قواتهم.‏

وقال مسؤول في الولايات المتحدة بأن موسكو تستهدف القوات المدعومة من الولايات المتحدة في سورية كجزء من حملتها العسكرية التي أفضت إلى مقتل حوالي 150 متمردا تلقوا التدريب من قبل وكالة المخابرات المركزية وذلك وفقا لما ذكرته فوكس نيوز.‏

وثمة إدعاءات تقول بأن مهمة روسيا الهادفة إلى تدمير داعش قد تلاشت وأصبحت مهمتها الحقيقية تنصب على قتل الوكلاء الأميركيين.‏

إن عبارة «فتياننا» يحاربون «للدفاع عن حياتهم» لا تقتصر على «الإرهابيين المعتدلين» المدربين على يد التحالف الغربي، بل تضم أيضا المستشارين العسكريين الغربيين، والعملاء الاستخباراتيين، والمرتزقة المنتشرين داخل سورية.‏

ويبدو بأن ما نشهده من تدفق متزايد للقوات الأجنبية في سورية سيقود إلى تصعيد ومواجهة بين تلك القوات والقوات الروسية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية