بحضور المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ, وقد أثار الوفد الوطني في الجلسة مجموعة من القضايا الحساسة التي تمس مستقبل اليمن وأبرزها التحشيد العسكري الأميركي في جنوب اليمن وخصوصاً في قاعدة العند الجوية وأيضاً مسألة الحصار فضلاً عن تثبيت وقف اطلاق النار في ضوء الخروقات المستمرة لقوى العدوان ومرتزقته.
وكان لافتاً حالة الإرباك التي ظهرت على وفد الرياض برئاسة عبد الملك المخلافي عند طرح التوغل الأميركي في الجنوب اليمني حيث أنكر الوفد أي تواجد أميركي في اليمن رغم البيانات الصادرة عن البنتاغون والتقارير الصحفية الغربية التي تؤكد التحشيد العسكري الأميركي, وبعد حشره بهذه الأدلة ذهب وفد الرياض إلى وصف تلك القوات بأنها تابعة لمن يصفونهم بأشقائهم في التحالف.
وزاد إرباك المخلافي وفريقه عندما وجه لهم الوفد الوطني سؤالاً عما إذا كان الأميركيون يستأذنونكم عند دخولهم العسكري إلى اليمن، أم أن أرضه أصبحت مستباحة بإذن من شرعيتكم المزعومة، وذلك رداً على تكرار المخلافي دعوة الجميع إلى أن يسلموا بشرعيتهم, وقد بدأ وفد الرياض عاجزاً عن الرد على أسئلة الوفد الوطني بل كانت إجاباته تحاول التستر على الاحتلال الأميركي أو تشريعه.
كما طلب الوفد الوطني من وفد الرياض اصدار موقف واضح من عرقلة المسافرين اليمنيين في المطارات الأردنية والسعودية وأن يطلب رفع القيود الاقتصادية التي نفذها بعض البنوك الخليجية مما يفاقم معاناة الشعب اليمني, ورفض وفد الرياض هذه المطالب بل جاهر بأنه يعتبر الإجراءات السابقة جزء من أوراق قوته وأدوات الضغط على الشعب اليمني.
وبشأن الغارات والخروقات رفض المخلافي أيضاً صدور أي بيان يعترض على وقف الغارات مكرراً اعتبارها جزءاً من أسلحته وأوراق قوته ويرفض التخلي عنها.
وتوجه الوفد الوطني بالسؤال إلى وفد الرياض عن أسباب عدم تمكنهم من التواصل مع ممثليهم في لجان التهدئة المحلية خلال اليومين الماضيين أم تم المجيء بكم فقط من أجل التصعيد في الإعلام، فيما لا سلطة فعلية لكم على الجماعات المسلحة على الأرض والتي تعتدي على الشعب اليمني، أو أن الجماعات المسلحة لا تعترف بكم.
وبعد موقف الوفد الوطني الواضح من اجندات الحوار طلب المبعوث الدولي ولد الشيخ الدخول بموضوع الخلاف الجوهري وهي السلطة السياسية مقترحا تشكيل لجنة مصغرة لمناقشة هذه القضية الجوهرية فتهرب وفد الرياض من نقاش مبدأ السلطة التوافقية مجددا مكررا الزعم بان حكومته هي السلطة الشرعية.
بالتزامن وبعد انكار وفد الرياض بعدم وجود أميركي في اليمن, أعلن متحدث باسم البنتاغون أن عدداً من الجنود الأميركيين أرسل مؤخراً إلى اليمن لمساعدة مايسمى القوات اليمنية وقوات تحالف العدوان بذريعة طرد تنظيم القاعدة الارهابي من مدينة المكلا الساحلية جنوب شرق، وهي المرة الأولى التي يؤكد فيها البنتاغون عودة جنود أميركيين إلى الميدان اليمني منذ مغادرة آخر القوات الأميركية في آذار.
من جهة ثانية قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس للصحافيين أن واشنطن قدمت مساعدة ما يسمى للقوات اليمنية وقوات التحالف العدوان وخصوصا الامارات العربية المتحدة في الأسابيع الماضية تشمل تقديم معلومات استخباراتية الى جانب وضع عدد محدود من العسكريين في تصرفها.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «واشنطن بوست الأميركية» عن مسؤولين أميركيين أن البنتاغون يوفر الدعم العسكري والاستخباراتي والسفن لمساعدة التحالف ، وأضافت الصحيفة، ونقلاً عن الناطق باسم البنتاغون، الكابتن جيف ديفيز، إن واشنطن تقدم «دعماً محدوداً» للتحالف والعمليات داخل مدينة المكلا والمناطق المحيطة بها، ويشمل هذا الدعم التخطيط والمراقبة الجوية وجمع المعلومات الاستخباراتية والدعم الطبي وإعادة التزود بالوقود والاعتراض البحري.