ومن باب الاحترام، تقبيل ترابها المبلل تاريخيا بدم أبنائها.. يقول التاريخ: «عندما دخلها المجرم السلطان سليم عام 1516 فتك برجالها، ونسائها، وأطفالها، فغمرت دماؤهم شوارعها، ومساجدها وكنائسها.. من الواجب على حلبـ والسوريين عامة أن تظل ذاكرتهم متوقدة ، لا تغادرها مجازر العثمانيين القديمة .. والجديدة..
اليوم، ينهض هذا العثماني المجرم «أردوغان» حاملا حقد أجداده، ويسفك دمها مرة أخرى ..
قدر حلب أن تكون دوما في مواجهة الحاقدين.. لأنها تسجل حضورها الوطني والقومي والاجتماعي، والاقتصادي، في صدارة المدن العاشقة للعطاء والبقاء، والأصالة، ماضيا ...كتبت وجودها بنبض أبنائها، وهاهي اليوم تسجل بقاءها ،وكرامتها ، وصمودها، وأصالتها بدماء أبنائها ..
منذ ثلاث سنوات، وحلب محاصرة بحقد الإرهاب الوهابي والإخواني، والعثماني، والصهيوني.. يمطرونها بالقنابل الجهنمية، يقطعون عنها الماء والكهرباء، فلا يجزع أهلها..
وعلى عكس ما توقع الحاقدون، يزدادون تمسكا بالوطن، و بمستقبل الوطن.. وبتلك الخاصية الوطنية، والإبداع في الفن والثقافة والصناعة.. يكتبون تاريخ مدينة مناضلة..ويضيفون اليوم إلى تلك الخاصية، خاصية شجاعة الصمود..
رأيت وجوههم «المدماة» على شاشات التلفزة .. لم تكن باكية ، ولا مهزومة.. بصمودها، تتألق كأقمار.. وترسم على أفق الوطن انتصار الوطن كله.. يقول حاقد على قناة الجزيرة، إذا سقطت حلب، سقطت سورية.. وسقط نبض صمودها..
حلب أكدت لهذا الحاقد، ولقناته، ولأمرائه.. أن حلب لن تسقط.. زرعت في السوريين الصمود والأمل بالانتصار.. يوم حدث وقف إطلاق النار، كان الحلبيون الشرفاء، والجيش العربي السوري.. يعرفون أن لا أمان مع للقتلة.. قالوا لآل سعود، وأمراء قطر، والخليج، وأردوغان.. نحن لن نردكم على أعقابكم خاسرين وحسب، بل.. وسنرد شركم وأحقادكم إلى نحوركم المربوطة بحبال الحقد والكفر، والتبعيةـ إلى الصهيونية العالمية التي تبني مشروعها بأحقاد هؤلاء على سورية المقاومة التي كانت وستظل دولة المقاومة، وخندق العروبة المسيج بالرجال والأبطال، والنضال ..
حلب لم تترك وحيدة.. ولن تترك وحيدة .. جيشنا الشجاع البطل قاتل لبقائها مسيجة بالقوة.. ويقاتل اليوم ببسالة نادرة.. في كل يوم شهداء من أجلك ياحلب.. وجرحى.. طريق خناصر حلب شهدت، وما زالت تشهد قتالاً مريراً لبقاء الطريق شريان حياة يمد حلب بكل متطلبات صمودها..
داؤود أوغلو يهدد باقتحام حلب.. منذ بدء العدوان وهو يتهدد، وجماعة الرياض يعطون الأوامر لقصف حلب والمدن السورية بقنابل الموت.. والنظام السعودي اليوم استعذب سفك الدم السوري والعراقي واليمني، حلب اليوم مطالبة بتحويل صمودها إلى صمود شجاع، بتجنيد آبائها، وكل طاقاتها.. لمواجهة القتلة.. عليهم ابتكار وسائل لمزيد من النضال، والصمود والمواجهة، فالمدن المناضلة، تسقي نضالها بالدماء، لا بالبكاء.