تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التحول الوطني والإقليمي والدولي

شؤون سياسية
الخميس 28-8-2014
بقلم الدكتور فايز عز الدين

ثمة أوراقٌ جديدة توضع على طاولة الوطن وهو يشهد في الداخل مرحلة التحول الكبيرة في تشكيل حكومة فتح الأبواب الوطنية على البناء وإعادة الإعمار،

وترميم الروحية الاجتماعية التي صَدَمَتها الميديا الدولية، والضخّ العدواني في المعرفة التضليلية، والتفكير الرجعي التكفيري، ومحاولات تفجير البنى الحية للذاكرة الجمعية الوطنية، وخاصة بعد أن أصبحت قطعان الإرهاب الداعشي والنصروي تحطّم رموز التاريخ، والحضارة، والثقافة، وتتحدى المعتقدات التقليدية على رمزيتها الروحية والدينية ليشعر المواطن في سورية، وخارج سورية بأن عليه أن يستعدّ لزرع ذهنية خرافية تخرجه من عقله التاريخي، ومعتقداته الربّانية، وما تواضعت عليه مجموعته الإنسانية عبر تاريخ سحيق في القدم لكي تتجرد الذاكرة من مخزونها الإيماني، ويخلو الخيال الفردي، والجمعي من كل ما يربطه بالأرض التي عاش عليها، وبالبشر الذين تعاقد معهم من غابر الزمان في قيم جمعية واحدة ثقافياً، وحقوقياً، وديمغرافياً، وأثنيّاً فأصبحت اللوحة الوطنية تجسّد الصورة الواحدة المكتملة بالتّنوع، والمخصبة بالإبداع التعددي. فهذا التحطيم الثقافي والذهني، والإيماني للمجتمع والناس هو الغاية الأخيرة بعد تحطيم الدولة الوطنية السورية حتى يقبع الجميع في قبور التاريخ خارج الزمان والعصر والتحضّر.‏

نعم... هذا الذي جاؤوا به، ولقد شهدت مناطق كثيرة من بلدنا الغالي سوء ما يقترفون، وهم منتجٌ صهيوأميركي أعرابي وقد تمّ تدريبهم وتزويدهم بآلة القتل في معسكرات غوانتانامو، ومعسكرات تأهيل الإرهاب الدولي عند آل سعود، وغيرهم من جوقة الأذناب من الأعراب المتصهينين. واليوم حين اتضح لحلف العدوان على سورية وموقعها العروبي المقاوم بأن هذه القطعان من الإرهاب لن تُحتوى حركتها ضمن الأهداف التي رسمتها لها دوائر الغرب صارت مظاهر القلق تشير إلى وجود ضغط شعبي على دوائر صناعة القرار في أوروبا، وفي أميركا على حد سواء لدرءِ الخطر الحقيقي الذي بات ينتظر القارتين المعنيتين جراء ضلوع الحكومات باحتضان الإرهاب الدولي وفشلها في تحقيق غاياتها منه؛ ما سيؤدي إلى ارتداده عليهم بالعواقب الخطيرة. إذن نحن اليوم أمام متحوّل سوري على الأرض بأن الجيش والشعب والدولة يحققون النصر المستمر على قطعان الإرهاب التكفيري. ويحققون النقلة السورية الجديدة للبناء وإعادة الإعمار بمضامين وطنية تُعلي شعار الأخلاق الوطنية الصادقة في إنجاز مرحلة التجدد وصناعة المستقبل رغم أنف نادي العدوان الدولي على سورية.‏

وما أصبحنا ننظر إليه بمزيد من الثقة بالنفس هو أن الشعب الذي تغيّر مزاجه، وتحوّلت مواقعه إلى احتضان دولته، وجيشه، وأمسك بكافة الحقائق الوطنية التي بذلت الدعاية التضليلية كافة ما تملك من تقنيات إزاحة العقل حتى لا يصل إليها. فالمتحول الدولي يعطينا أن مسؤولين من أميركا كانوا مرشحين لرئاسة الجمهورية مثل / رومني / يعلنون أن سياسة أوباما أسوأ سياسة أميركية منذ النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم ولا سيما لجهة دعم الإرهاب الدولي، وأعضاء الكونغرس الأميركي منهم / لوي جوميرت / يشككون بقدرة رئيسهم أوباما على حماية أميركا من التهديدات الإرهابية، والصحافة الأميركية، والأوروبية صارت تتحدث عن آلاف الإرهابيين الأوروبيين / وخاصة بعد أن عُرف البريطاني الجنسية الذي قطع رأس الصحفي الأميركي/ ونلاحظ أن الغرب المتصهين ما إن شعر بالخطر الداعشي عليه حتى قام بحمل مجلس الأمن على استصدار القرار (2170) حول مقاومة الإرهاب ومنع مصادر دعمه، والقرار (2171) حول تجنب النزاعات قبل تفاقمها وصون الأمن والسلم الدوليين؛ ومؤتمر وزراء الخارجية للدول الخمس العربية في جدة صدرت له أوامر رفض الإرهاب.‏

ولقد أوضح الصورة بدبلوماسية سورية سيادية المؤتمر الصحفي للأستاذ المعلم في استعداد سورية للتعاون مع الأطراف الدولية والإقليمية لمواجهة الإرهاب شريطة التعاون المخلص المتفق مع شروط السيادة السورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية