ترضخ إسرائيل لشروط المقاومة بعد أن عجزت عن الاستمرار في الحصار الجائر وبعد أن عجزت عن كسر إرادة الفلسطينيين وقهرهم وإذلالهم وبعد أن عجزت عن تضليل الرأي العام العالمي بوصف المقاومة بالإرهاب ووصف نفسها بالحمل الوديع.
تمكنت المقاومة من إنجاز اتفاق لوقف النار ينص على الشمولية والتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومسلتزمات إعادة الإعمار فيما تستمر المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين حيث ستعود حكومة نتنياهو العنصرية إلى عادتها القديمة في التهرب من استحقاق السلام، والتهرب من أي تعهدات توقع عليها، والمماطلة والتسويف لأنها لا تستطيع الخروج من جلدها العنصري ولا الخروج من طبيعتها الإرهابية العدوانية التي نشأت وترعرعت عليها.
وفيما تفرض المقاومة نفسها على المشهد، وترضخ سلطات العدو لشروطها ومطالبها يتلقى الإرهاب التكفيري -في المنطقة عموماً وسورية على وجه الخصوص - الضربة تلو الأخرى، تماماً كما الضربة القاصمة التي تلقاها الإرهاب الصهيوني الذي أنتج كل أنواع الإرهاب في المنطقة ليهنأ في أمنه المزعوم ويوفر الأمان والازدهار لمستوطنيه.
أما الدول الراعية للحركات الإرهابية التكفيرية وفي مقدمتها الولايات المتحدة فتعيش أياماً عصيبة من التخبط والاستدارة في سياساتها بعد سقوطها في الحفرة التي حفرتها بنفسها..
والمفارقة الصارخة أنها لا تزال وهي تستدير إلى الخلف تزعم أنها تدعم الإرهاب المعتدل بالمال والسلاح وتحارب المتطرف، وكأن هناك إرهاباً أليفاً وآخر متوحشاً، ولا تزال تزعم أن إسرائيل تدافع عن نفسها، وأن الفلسطينيين هم المعتدون وهم الإرهابيون، وترفض بالتالي التفريق بين المقاومة والإرهاب، مع أنها للتو كانت تدعو الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب تمهيداً لمكافحته واجتثاثه.
بالمحصلة.. فإن أميركا وحلفاءها والكيان الصهيوني لا يزالون يدعمون الإرهاب ويدّعون محاربته، ولا يمكن والحالة هذه أن يلجمهم أي دستور أو قانون في العالم، ولن يعودوا إلى الحقيقة إلا بعد صدمة كبرى وخسارة كبرى على أيدي الشعوب المقاومة.