تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشيطان يكمن في التفاصيل

ترجمة
الاثنين 22/9/2008
ترجمة: سهيلة حمامة

يستعد الإتحاد الأوروبي لتزويد الولايات المتحدة بكميات هائلة من البيانات الشخصية عن مواطنيه, نقلت الخبر صحيفة النيويورك تايمز مؤخرا

ثم نشرته زميلتها البريطانية الغارديان, وفي مقالة موجزة أكدت صحيفة لوموند أن فرنسا التي تولت رئاسة الإتحاد مؤخرا تدعم هذا المشروع, هذه المعطيات قيمة فهي تشمل العمليات بواسطة البطاقات المصرفية, السفر أو عادات الإتصال عبر الانترنت وجميعها يتضمنها الاتفاق.‏

إذا كان الشيطان يكمن في التفاصيل, فإنه يكمن أيضا في الإتفاقيات بين السلطات والتي تتحفظ عن إعفاء أي إعلان عنها, ثمة مفصل زمني هام قبل وبعد 11 أيلول أقله بالنسبة للحريات العامة, ومنذ ذلك اليوم الأسود, فإن الحرب ضد الإرهاب تسمح بتبرير انتهاكات أكثر من منطقية للحقوق الأساسية التي تمثل صميم الديمقراطية لدينا, وإذا استعرضنا الانحرافات الأكثر فظاعة مثل غوانتانامو التي تطال الأفراد المتشبهين بالتعامل مع العدو نستنتج أن تأثيرها الأمني سيمتد لينال من المواطن العادي.‏

في هذه ) البارانويا( أي ( جنون العظمة) المؤسساتية فإن جهاز الدولة الأميركية, بالاستناد إلى التكنولوجيا الحديثة, يريد إحصاء كل شيء و تسجيله بما فيها المكالمات الهاتفية على مواطنية وليس فقط ذلك, وإنما الدول الأخرى مدعوة للتعاون إذا لم تكن تريد أن تقع ضحية لردات الفعل من خلال المقاطعة الاقتصادية. وبحسب عقيدة قانونية فمن لم يكن مع الولايات المتحدة فهو بالضرورة ضدها.‏

في هذا الانحراف المقيد للحرية, فإن المؤسسات الأوروبية السريعة التأثر دائما عندما يتعلق ذلك بعلاقاتها التجارية تختار التبعية للقوة العظمى الأميركية.‏

يجري الانتهاء من إعداد اتفاق حول تبادل البيانات الشخصية لرعايا الاتحاد لتتم المصادقة عليه قبل نهاية ولاية بوش في كانون الثاني 2009.‏

إن الاتجاه نحو تعميم المراقبة على المواطنين الذين يعتبرون فعلا ) كإرهابيين فاعلين( هو أكيد, إذ أن الامتياز الأكثر أهمية لمفاوضي الاتحاد الأوروبي يكمن بالاعتراف بأن نظام المراقبة الداخلي للدولة في أميركا بوكالاتها المتعددة يعطي ضمانات كافية حول استخدام البيانات الشخصية للمواطنين الأوروبيين .‏

نشرت اللجنة الأوروبية ذلك بحذر مؤخرا في بيان مشترك وباللغة الإنكليزية فقط مع الرئاسة الأميركية.‏

لقد أضخى الموضوع هاما بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي كان حتى الآن في موقف أكثر صرامة بالنسبة للوصول إلى البيانات الشخصية لمواطنيه. وبالرغم من ذلك تظل مسألة الرجوع إلى القضاء الذي يمكن للمواطنين الأوروبيين أن يتخذوه والذين يقعون ضحايا لما يعتبرونه تعديا على حياتهم الخاصة أو ضد إجراءات سلبية بحقهم ( كوضعهم على اللائحة السوداء للسفر بالطائرات, ورفض إعطائهم التأشيرة) عالقة وتشكل عقبة مع المفاوضين الأميركان.‏

القضية حساسة بمافيه الكفاية حتى إن السلطات الأوروبية استشعرت الطابع المتوتر لهذا النوع مع التعاون إذا ما تم إعلامه بشكل واسع وتفضل انتظار إصلاح المؤسسات في الاتحاد الأوروبي, في هذا الإطار, وحتى أن يقوم البرلمان الأوروبي ,أن يقوم البرلمان الأوروبي بضمان الإتفاق , فإن التعليق الحالي لعمليه المصادقة على اتفاقية لشبونه التي توقف الإصلاح المؤسساتي يعقد الأمور , كذلك اقتراب نهاية ولاية بوش. في هذا الإطار, يمكن للأميركان اللعب بالبطاقة الفرنسية فنيسكولاي ساركوزي, الصديق المعلن لأميركا, كان قد أثار كوزير داخلية مسألة المطالب الأميركية فيما يخص تبادل المعلومات غداة 11 أيلول.‏

الانترنت عن موقع الانترنت‏

AGORA VOX‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية