تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لامستقبل لأميركا في العراق

الغارديان
ترجمة
الاثنين 22/9/2008
ترجمة: خديجة القصاب

إعلان الرئيس جورج بوش عن نيته سحب ثمانية آلاف جندي أميركي من العراق خلال شهر شباط القادم لايكاد يرقى إلى مستوى التوقعات بشأن خفض عدد القوات الأميركية المرابطة هناك, هذا بينما يسجل انتشار نظيرتها في أفغانستان ارتفاعاً ملحوظاً,

وقد أشار الرئيس بوش في خطابه الذي ألقاه أمام جامعة الدفاع الوطنية في واشنطن إلى وجود تهديدات صادرة عن حركة طالبان والقاعدة تعترض القوات الأميركية في أفغانستان وإلى إصداره أوامر خاصة بتزويد تلك الأخيرة ببضعة آلاف من عناصر المارينز ولواء مقاتل ينضم لتلك القوات, مشبهاً هذا التعزيز العسكري في أفغانستان بالموجة الهادئة و تندرج تلك الخطوة ضمن مبادرة‏

اتخذها الرئيس بوش الابن تتعلق بحربي كل من العراق وأفغانستان, تلقي بظلالها على فترة ولايته كما وتمهد الطريق أمام مستقبل القوات الأميركية في العراق وسيحدده الرئيس القادم للولايات المتحدة الذي سيتسلم زمام السلطة في (20) كانون الثاني 2009, وكان باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي قد وصف التحركات التي قام بها بوش مؤخراً بالمتواضعة والتي لاترقى إلى المستوى المطلوب وصرح قائلاً: عجزت عن إدراك حاجة أفغانستان لقوات أميركية إضافية لأن الفرقة الإضافية التي سيرسلها بوش إلى أفغانستان لن تصل إلى هناك قبل مطلع كانون الثاني 2009.‏

وقد أسقط الرئيس بوش في خطابه الذي ألقاه التخمينات التي ترددت خلال الأسابيع الماضية حول نيته في تقليص واسع للقوات الأميركية المرابطة في العراق, ما سينعكس بشكل إيجابي على سمعته قبل مغادرته البيت الأبيض وأشار بوش بالتحسن الطارىء على الوضع الأمني في العراق خلال العام الماضي قبل أن يستطرد بالقول إن العدو في العراق يشكل خطراً على الوضع هناك, ما دفعنا للعمل على تطويق أي هجوم على قواتنا بعد أن أصبحت القوات العراقية قادرة على تولي القيادة في البلاد وإحراز النصر.‏

وفي معرض حديثه حول تدني مستوى العنف في العراق ضرب الرئيس بوش مثالاً منطقة الانبار قائلا:ً لقد انخفض العنف هناك إلى أدنى مستوياته منذ شتاء 2004 ويتمنى الرئيس بوش وجون ماكين مرشح الحزب الجمهوري عودة عشرات الآلاف من القوات الأميركية إلى وطنهم الأم إلاأن بوش اضطر إلى إعادة النظر في خطته حول هذا الموضوع إثر تلقيه رسالة من قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال )ديفيد بتريوس( تفيد بأن إجراء أي تقليص واسع في عدد تلك القوات في العراق سابق لأوانه ويعرض الوضع الأمني الذي تحسن للخطر ويؤيد بتريوس الاحتفاظ بالقوات الأميركية في العراق بعددها وعتادها الحاليين حتى حزيران القادم.‏

كما يرغب ماكين يتقليص ملموس في عدد القوات الأميركية المرابطة في العراق بهدف إجهاض تعهدات منافسه أوباما حول سحب للقوات الأميركية من هناك بعد 16 شهراً من توليه السلطة في البيت الأبيض, وقال أوباما: فشل كل من بوش وماكين في تقدير التهديدات التي تشكلها حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان وتعهد أوباما بدعم وتعزيز القوات الأميركية في أفغانستان وهناك قرابة157.000 جندي في العراق وتروج الشائعات المرافقة لحملة الرئاسة الأميركية لمحاولة تقليص القوات المنتشرة في العراق إلى 138.000 جندي وهو عدد عناصر القوات الإضافية التي أرسلها بوش إلى العراق.‏

ومن المفترض أن تغادر كتيبة فقط من جنود الاسطول البحري الأميركي والتي يبلغ تعدادها ألف جندي العراق عائدة إلى الولايات المتحدة الوطن الأم خلال شهر تشرين الثاني القادم ولن تأخذ مكانها أي قوات أخرى -حسبما يتوقع المراقبون- إلا في حال حدوث تغيير في السياسة الخارجية الأميركية مستقبلاً.‏

أما الفرقة العسكرية الأخرى المرابطة هناك ويتراوح عددها من ثلاثة إلى أربعة آلاف فسترحل عن العراق خلال شباط ,2009 كذلك الأمر بالنسبة لفرقة احتياطية أميركية داعمة قوامها3400 جندي, ويرجح أن تترك العراق مطلع العام القادم وسوف تنضم كتيبة الأسطول البحري الأميركي وتعدادها ألف عنصر إلى الجنود المرابطين في أفغانستان ويصل عددهم إلى 34.000 جندي.‏

وقد رحب رئيس لجنة خدمة الجيش الأميركي )ايك سكلتون( وينتمي للحزب الديمقراطي بخطوة تقليص عدد القوات الأميركية المتواجدة في العراق حين قال أجل بوش اتخاذ أي قرار استراتيجي حول الموضوع تاركاً أمر البت بهذا الشأن للرئيس الأميركي القادم. وأضاف هناك حاجة لتخفيض عدد القوات المنتشرة في العراق انطلاقاً من إعادة هيكلة قواتنا العسكرية ورفدها بعناصر إضافية تخدم جبهة القتال في أفغانستان.‏

أما هاري ريد الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي فقد أعرب عن تأييده لانسحاب مبكر للقوات الأميركية من العراق بعد أن أصابته صدمة نتيجة عودة عدد محدود من الجنود الأميركيين إلى وطنهم الأم وفشل إدارة بوش في تقدير المخاطر التي تتهدد جبهة القتال في أفغانستان. ثم أضاف هاري ريد باعتباري رجلاً ديمقراطياً فقد صرحت على امتداد السنوات الماضية أن العنف في أفغانستان ازداد بسبب تجاهل كل من بوش وماكين للجبهة الوسطى في الحرب على الإرهاب مع إبقاء غالبية القوات الأميركية في العراق.‏

وكان بترايوس قد طالب سابقاً بتقليص عدد القوات الأميركية في العراق قبل أن تدفعه الأحداث المتسارعة على صعيدي انتخابات الرئاسة الأميركية والمستجدات على الساحة الجورجية إثر سحب جورجيا لقواتها المرابطة في العراق وعددها 2000 جندي إلى تغيير وجهة نظره تلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية