تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الذاكرة الجولانية ..!! (جليبينه)

الجولان في القلب
الاثنين 22/9/2008
إسماعيل جرادات

في متابعة للذاكرة الجولانية, هذه الذاكرة لم تكن من بنات الأفكار, إنما هي حقيقة عشناها ونحن أطفال صغار.. كنا دائماً نتجول بين القرى المرتبطة ببعضها من جهة, ولكون الدراسة كانت تجمعنا مع أصدقاء مازلنا حتى اللحظة نعتز بهم, وتربطنا بهم علاقات أسرية قوية من جهة ثانية, وبحكم العلاقات الاجتماعية القائمة بين غالبية القرى الجولانية من جهة ثالثة..

إذاً الذاكرة الجولانية لم تكن, ولن تكون إلا من الواقع الذي كنا نعيشه جميعاً كأبناء منطقة واحدة..الواحد منا يفرح لفرح الآخر, ونحزن لحزنه.. تلك هي العلاقات الاجتماعية التي كانت قائمة بين أبناء الجولان والتي استمرت حتى يومنا هذا, ولما لا...وهم جميعاً أبناء الوطن الواحد والأرض الواحدة التي أحبوها ودافعوا عنها بكل مايملكون..‏

رحلتنا اليوم إلى قرية جميلة تتربع بين السهل والتل, محاذية لنهر الشريعة نهر الأردن .. قرية سكانها متحابون, متعاونون, تجمعهم العائلة الواحدة التي لاتنفصل عرى الرابطة الأسرية بينهم إنها قرية جليبينه .‏

هي قرية من قرى الجولان الحبيب, وتقع في القطاع الأوسط, بموقع انهدامي..‏

تطل غرباً على فلسطين المحتلة, ويفصل أراضيها نهر الشريعة كما قلنا..‏

ومن الشرق قريتي دبوره ودير سراس, ومن الشمال قريتي عين التينة والدرداره.‏

ومن الجنوب قرية صغيرة تدعى دريجات والجمرك وعلمين.‏

عدد سكانها قبل احتلالها من قبل العدو الصهيوني عام 1967 لايتجاوز ال 400 نسمة, فيها مدرسة صغيرة حتى الصف الرابع الابتدائي.‏

هذا بالإضافة إلى وجود مولدة كهرباء كانت تعمل لعدة ساعات فقط, كون هذه القرية من القرى الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة..‏

سكان هذه القرية من آل العمادي وينتمون إلى عشيرة الويسية التي تنتمي إلى أويس. كما أشرنا في أعداد سابقة, وجميعهم كما قلنا أبناء عمومة وملاكين, وأراضيهم تقسم إلى مروية وبعلية وتشتهر بزراعة القمح وبعض الحبوب الأخرى والخضروات, تكثر فيها المياه والينابيع..‏

كما يوجد في قرية (جليبينه) طاحونة تعمل على الماء تسمى طاحونة (العماوي) حيث كانت تؤمها القرى المجاورة لطحن القمح... الخ. وهي مبينة من الحجر البازلتي بعناية واتقان.‏

تشتهر هذه القرية بتربية المواشي, وبخاصة الجواميس وكذلك الأبقار والأغنام والماعز, حيث يوجد نهر صغير يسمى (الجالي).‏

كماتشتهر بزراعة الخضراوات بأنواعها وكما أشرنا يوجد في القرية بساتين للحمضيات, وكما ذكرنا أهالي القرية عائلة واحدة كلهم أبناء عمومة وملكياتهم متقاربة, لهم علاقات اجتماعية وعميقة مع القرى المجاورة, ولاسيما إذا ما علمنا أن غالبية سكان القطاع الأوسط وخاصة القرى المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة هم من أبناء عشيرة واحدة تقريباً, إضافة إلى الفلسطينيين الذين يقيمون في تلك القرى بعد هجرة عام 1948, حيث وجدوا في هذه القرى الملاذ الآمن والدافىء..‏

غالبية أبناء القرية الذين دخلوا المدارس كانت لهم علاقات اجتماعية ودراسية مع من هم في سنهم من أطفال المدارس في القرى الأخرى, وهذا ماجعل مسألة الرابطة الاجتماعية بين الناس في محافظة القنيطرة هي الأساس, كون ذلك الجيل.. جيل ماقبل الاحتلال الصهيوني لقرى الجولان عام 1967, تربى على المحبة والألفة بغض النظر عن الرابطة العائلية والأسرية..‏

ونذكر جيداً مسبح القرية الذي تغذيه سبع عيون صغيرة , وتحيط به الأشجار من جميع الجهات بموقع مرتفع يطل على سهل الميدان..‏

قريه )جليبينه( قدمت شهيدان هما الشهيد عطا العمادي والشهيد شحادة عطا العمادي, وهذين الشهيدين, وغيرهما من شهداء الجولان الحبيب رووا بدمائهم تراب الوطن, دفاعاً عن عزته وكرامته وحريته, وهم ينظرون إلى اليوم الذي يعود جولانهم الغالي إلى الوطن الأم محرراً من الاحتلال الصهيوني البغيض, ونشير هنا إلى أن أبناء هذه القرية, قد قدموا الغالي والنفيس أثناء معركة جرت عام 1957 مع العدو الصهيوني, تماماً كما قدموا الغالي والنفيس وهم يدافعون عنها أثناء عدوان حزيران عام 967.‏

أخيراً نشير إلى أنه توجد في القرية عين تسمى عين( الثيران) مياهها عذبة, وخفيفة تتوسط القرية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية