بين ضفتين
الجولان في القلب الاثنين 22/9/2008 سوزان ابراهيم ينتصف أيلول, تكتمل استدارة القمر, وهاهي حدود القلب تتبدى متوهجة تحت أشعة الحب وانتظار اللقاء, شباب وصبايا أودعوا في حقائبهم وجوه الأحبة الرابضين خلف الأسلاك الشائكة, وخلف نوافذ الحنين.
طلاب الجولان يعودون كما طيور هاجرت من نصف القلب إلى نصفه الآخر.. آتون من قاع القلب ذلك الجزء المدبب من خارطة سورية القادرعلى أن يكون ريشة قلم أو رأس خنجر. في صيفٍ قضوه بين الأهل والأصدقاء, وفي حقول التفاح حيث تكون جذورالنبض أقرب إلى تربتها, شهدوا أوقاتاً جميلة, سهروا في الليالي المقمرة ,التقى بعض العشاق على دروب القرى الصغيرة, شاركوا في مواسم القطاف, وهربوا من حر تموز وآب إلى ظلال أشجار يعرفون كل غصن وكل ورقة وكل ثمرة فيها, لعلهم فتحوا مسارات للماء ليرووا الزرع والخضراوات, وربما سقت الصبايا أصص الحبق ومساكب الورد, ثم أطلوا على سهول الجولان التي تنبسط ( كشرشف قصب مطرز). تبادل الأصدقاء هدايا أعياد الميلاد, وتبادل الأحباب وعود وفاء وقسماً بالعودة, ثم لوحت الأيدي والنظرات بمناديل وداع مؤقت. ينتصف أيلول فيكون طلاب الجولان على موعد مع الغد الآتي المدجج بالعلم والمعرفةوالإيمان بعودة طفل الوطن المبعد إلى صدر أمه, يلتحقون بغرفهم في المدينة الجامعية, يلتقون أحبّة لهم هنا أيضاً, زملاء مقاعد وأحلام وطموحات,رفاق يأتون من كل أرضٍ سورية, يسعون إلى هدف واحد, وها هي كل التفاصيل تجمعهم.. توحدهم.. أبناء الشرق, والغرب, أبناء البادية والسهل والجبل, توحدهم شهوة المعرفة وسطور الكتب ومقاعد القاعات وشقاوات الشباب..
يأتون.. في حقائبهم تحيات وأمنيات ووصايا .. صور الأهل.. مؤونة الأمهات .. دعاء الآباء, ووجوه كل الجولانيين التواقة لرؤية الوطن.
suzani@aloola.sy
|