فالعمل النحتي البانورامي الذي تصل مساحته الى حدود المئتي متر مربع, والذي تطلب في البداية انجاز دراسات أو ماكينات للمشروع, بعد معاينة الكتل الصخرية الصالحة, لم يكن الا رغبة في استعادة ذاكرة النضال الوطني, وايجاد ملامح الشبه وتأكيد عناصر التحول والتناسق والتطابق والليونة.. ولقد ساهم في تحضير وتنفيذ المشروع مجموعة من النحاتين وهم: علاء محمد ونزار بلال وحسن محمد ومحمد محمد وسامي الروماني وقصي النقري وشور شفان وباسل ابراهيم.
ويشير النحات علاء محمد الذي اشرف على المراحل المتتالية لخطوات التنفيذ الى العقبات التي اعترضت المشاركين, وفي مقدمتها ظهور طبقات وشقوق واتربة داخل بعض الكتل الصخرية الكلسية الصلبة, علاوة على الصعوبات الناتجة عن تقلبات المناخ, حيث استغرق انجاز العمل عدة شهور واجهوا خلالها رياح قوية وعواصف ثلجية ومطرية.
كما تطلبت فترة تنفيذ عملهم ساعات طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة.
يشار أن المشروع النحتي اعد في الاساس لتخليد شخصية المجاهد خليل الخطيب أحد رفاق الشيخ صالح العلي في النضال والكفاح الوطني, وبالتالي فهو يشكل المدخل لاحياء وتخليد ذكراه, ويساهم في تعزيز مشاعر الحماس الوطني لدى الاجيال الشابة والطالعة والقادمة.
وهنا تكمن اهمية المنحوتة البانورامية من الناحية الوثائقية والثقافية والفنية معا, فهي على الصعيد الفني تجسد الوجه بمساحة كبيرة وغير مسبوقة في النحت المحلي. كما تحتوي على مجموعة من الرموز والعناصر الحضارية. اضافة لبروز الحصان وما يرمز في تكاوينه من تعابير فروسية وبطولات عربية, كل ذلك بصياغة نحتية مجسدة وفق الطروحات التشكيلية والتعبيرية المعاصرة.
ويمكن القول ان فكرة النحت على جروف صخرية عملاقة افسحت المجال لإنجاز اكبر عمل نحتي, وولادة اول تجمع فني من هذا النوع, يمكن ان يواصل عمله في مشاريع مستقبلية مماثلة. فالفنان السوري مطالب بالخروج من محترفه والانفتاح على رحابة الحوار مع الناس في القرية والشارع والامكنة العامة , وذلك لكسر علاقة القطيعة القائمة بين الفن التشكيلي والجمهور.