هذا الخبر لم يثر اهتمامي غير أن قفلة الخبر هي التي استدعت عندي هواية الصفن المحبب إلى نفسي أكثر من كل الهوايات, وقفلة الخبر تقول إن بالوغ وهذا هو اسمها قالت: إنها حزينة لأن أياً من السياسيين لم يتصل بها ليستفهم عما حصل معها, وأضافت: أنا لست أحداً, أنا مجرد سيدة عجوز تحب بلدها, ولكن أحداً لا يستجيب, فماذا يحصل لو يصغي إلي أحدهم? نحن فقراء وبسطاء هذا الوطن, من عمال وفلاحين وصغار كسبة ومثقفين ثوريين وثوريين غير مثقفين ومثقفين غير ثوريين وغير مثقفين وغير ثوريين وموظفين غير مرتشين ومتقاعدين على طاق المعاش وخريجين بكالوريات بعلامات عالية وعلامات متدنية وخريجي جامعات ومعاهد بلا أمل ونحب وطننا بالسليقة فهو وطننا الذي لا نملك وطناً غيره, ترى لو أن أي واحد منا أراد أن يلفت نظر المسؤولين عن معاناة أو مشكلة أو أزمة ما بأي طريقة غير تقليدية على غرار تلك المرأة العجوز, لأن الطرق التقليدية لا تلفت نظر المسؤول, فهل سيأتي المسؤول إلى هذا المواطن ليسأله عن مشكلته?
أم أن هذا المواطن سيمثل أمام المحكمة بتهمة محاولة الوصول إلى المسؤول من الطاقة أو الشباك مع أن بابه مفتوح وبفوت جمل ومن دون آذن أو حاجب, أم وهذا الافتراض الثالث, إن المسؤول هو من سيمثل أمام المحكمة بتهمة التقصير بحق المواطنين?, الحقيقة إنه سؤال بوجع الرأس. والجواب عليه يمكن أن يكون ضربه على الرأس.