كما أبلغ أولمرت وزراء حكومته باستقالته من منصبه, في وقت تواصل تسيبي ليفني خليفة اولمرت في رئاسة حزب كاديما, اتصالاتها مع قادة الاحزاب الممثلة في الكنيست لجس نبضها بشأن المشاركة في حكومة جديدة برئاستها, في حين جدد رئيس حزب العمل ايهود باراك الدعوة لاقامة حكومة طوارئ.
وأبلغ اولمرت وزراء حكومته بالاستقالة في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية, التي عقدت صباح امس. وحال تقديم استقالته سيعتبر أولمرت رئيسا لحكومة انتقالية إلى حين تشكيل حكومة جديدة وهي عملية قد تستغرق عدة اسابيع او أشهر وفق أغلب التقديرات. ولكن لن يسري مفعول الاستقالة الى حين تقديمها خطيا الى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الذي يغادر اليوم الاثنين الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة, ولن يعود قبل اسبوعين مما قد يؤخر عملية انتقال السلطة بين اولمرت وليفني.
وبعد تقديم أولمرت استقالته رسميا, سيبدأ بيريز استشارات مع قادة الأحزاب تستمر سبعة أيام يكلف في ختامها ليفني تشكيل ائتلاف حكومي جديد.
وتأتي استقالة اولمرت تتويجا لما بات يعرف في اسرائيل بأفشل حكومة في تاريخها. وخلال الحياة القصيرة نسبيا لهذه الحكومة التي لم تتجاوز 34 شهرا, شهدت عدة اخفاقات كان أبرزها فشل العدوان على لبنان في تموز 2006 وخطف الجندي جلعاد شاليط في غزة, لتنتهي حياته السياسية بفضيحة فساد مالي. وتقول بعض التقديرات ان اولمرت حاول التغطية على اخفاقاته بفتح قنوات تفاوضية على المسارين السوري واللبناني, غير أن تقديرات اخرى تعتبر أن الكشف عن قضية الفساد المالي كان الهدف منه ازاحة اولمرت عن السلطة بهدف منعه من التوصل الى اتفاقات على هذين المسارين.
وفي غضون ذلك, يتواصل الحراك السياسي في الساحة الحزبية الاسرائيلية كان ابرزه لقاء رئيس حزب العمل إيهود باراك مع رئيس حزب ليكود المعارض بنيامين نتنياهو, وهو اجتماع تنظر اليه تسيبي ليفني بعين الريبة. ورغم أن الهدف الرسمي للاجتماع هو بحث فرص تشكيل حكومة طوارئ, فان اوساط حزب العمل تشير الى ان باراك بات يرى أن خيار الانتخابات العامة أفضل لحزب العمل كي يفوت الفرصة على ليفني لتعزيز مكانتها رئيسة للوزراء.
وقد اجتمع باراك قبل بدء جلسة الحكومة امس مع وزراء حزب العمل, وأطلعهم على نتائج لقائه مع نتنياهو, وجدد طرح رأيه بضرورة تشكيل حكومة طوارئ موضحا أنه حاول إقناع نتنياهو بالمشاركة في حكومة من هذا النوع, إلا أن الأخير يفضل التوجه إلى انتخابات عامة.
وفي ضوء تقديرات باراك أن حزب ليكود لن ينضم في أي حال من الأحوال لحكومة برئاسة ليفني, تقول مصادر حزب العمل إن باراك يخشى أن يكون مخطط ليفني هو تشكيل حكومة لعدة شهور والتوجه للانتخابات العامة في موعد مريح لها, الأمر الذي يقلل من فرص حزب العمل بالفوز.
من جانبها, ذكرت مصادر في )كاديما( أن ليفني ستلتقي ايضا نتنياهو هذا الأسبوع وستعرض عليه حقيبة المالية, في إطار حكومة طوارئ وذلك في مسعى منها إلى التقليل من سقف التوقعات لحزبي العمل وشاس في المفاوضات الائتلافية.
وسيكون أمام ليفني ستة اسابيع بعد تكليفها رسميا تشكيل حكومة جديدة. واذا انقضت هذه المهلة وفشلت في تشكيل حكومة ائتلافية, عندها يمكن للرئيس الاسرائيلي أن يكلف نائبا آخر بتشكيل الحكومة, او ان يقترح على الكنيست حل نفسه والدعوة الى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ثلاثة أشهر على أقصى تقدير.
وعلى الصعيد الميداني استشهدت امرأة فلسطينية مسنة امس بعد تعرضها للضرب من جنود الاحتلال الاسرائيلي في بلدة ابوديس, شرق القدس المحتلة.
يتزامن ذلك مع تقرير نشرته قناة الجزيرة اكدت فيه ان العصابات الصهيونية مارست ابشع انواع القمع العنصري بحق الفلسطينيين واستولت على ممتلكاتهم ودمرت منازلهم منذ عام 1947.
في غضون ذلك فتح معبر رفح لليوم الثاني على التوالي على حين اكدت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس انه لا سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة ولم الشمل الفلسطيني إلا عبر الحوار وليس عبر الاملاءات الخارجية وخاصة الاميركية.
فقد قال شهود عيان ان امرأة مسنة من سكان بلدة ابو ديس شرقي القدس المحتلة استشهدت متأثرة بجراح اصيبت بها عندما طرحها جنود الاحتلال الصهيوني ارضاً واعتدوا عليها بالضرب الى ان سالت الدماء من رأسها.
واضاف الشهود ان المرأة وتدعى مريم عياد البالغة من العمر نحو 60 عاماً حاولت سد الطريق امام الجنود الذين هموا باختطاف طلاب يقطنون في المنزل.
والى ذلك اكدت مصادر طبية فلسطينية رسمية ان الفحوص التي اجريت للشهيدة المسنة اظهرت انها استشهدت نتيجة طرحها على الارض وضربها على رأسها في الوقت الذي زعم فيه مصدر عسكري اسرائيلي انه يستشف من التحقيق الاولي ان المرأة الفلسطينية اصيبت بوعكة صحية في قلبها ما ادى الى وفاتها.
هذه المزاعم والادعاءات الكاذبة ليست بالأمر الجديد على قوات الاحتلال التي عمدت الى استخدام كافة اساليب القمع والترهيب والتشريد والمجازر ضد الفلسطينيين لتهجيرهم من اراضيهم والاستيلاء عليها.
فقد تحدثت قناة الجزيرة عن جرائم العصابات الصهيونية خلال بدايات احتلال القرى الفلسطينية عام 1948 ومنها قرية العباسية الواقعة في السهل الساحلي الاوسط.
واوضحت القناة ان عصابات الارغون الصهيونية هاجمت القرية في بداية كانون الاول عام 1947 ومارست ابشع انواع القمع العنصري واقامت العديد من المستعمرات الاستيطانية على اراضي القرية التي صادرتها وهجرت اصحابها عنوة منها موضحة ان مسجد القرية القديم لا يزال قائماً حتى الآن ليكون شاهداً على تاريخ مجازر الاحتلال الاسرائيلي وجرائم العصابات الصهيونية.
ومن جانب آخر فتحت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي لليوم الثاني على التوالي للسماح للمئات من الطلاب الفلسطينين بمغادرة قطاع غزة.
وحسب مراسل الجزيرة فإن نحو الف معتمر وما يقرب من 250 مريضاً ومئتين من حملة الجنسيات الاجنبية عبروا في اليوم الاول, في حين يخصص اليوم الثاني لمرور سبعمئة من الطلبة الدارسين في الجامعات العربية والاجنبية.
في هذه الاثناء طالبت حركة حماس باجراء حوار فلسطيني والوقوف في وجه المخططات الاسرائيلية العدوانية مؤكدة ان الخيار الوحيد للم الشمل الفلسطيني ولتحقيق الاستقرار في المنطقة هو الحوار وليس عبر الاملاءات الخارجية خاصة الاميركية.