واللقاء يبعث فيهن العزيمة والصبر ويرسخ فيهن العقيدة والايمان بأن الاحتلال زائل لا محال, لهذا كله أردن المشاركة في الزيارة التي قام بها وفد الجولان المحتل إلى أرض الوطن مؤخرا.
عشر نساء جولانيات صامدات حكين واقعهن المرير في ظل الاحتلال الغاصب وقهره ولم تكن دموعهن الوفية سوى أقلام أمينة لرواية الحدث الذي يعشنه.
لزيارتهن تلك كان أبلغ الأثر في النفوس حيث استقبلهم الأهل بحفاوة لا توصف وظلت القصة التي روينها لا نهاية لها بسبب الآمال التي تظهر جلية واضحة على جباههن ويتحسسن فيها التحرير والانعتاق مع علمهن التام أن الاحتلال الاسرائيلي للجولان يحد من قدرة سكان الهضبة على عيش حياتهم بشكل طبيعي حيث لم يتسن للكثير منهم رؤية أقاربهم المقيمين في أرض الوطن الكبير.
من هؤلاء النسوة.. الأمهات.. والأخوات.. والثكالى ومنهن من بلغت الستين وأخرى أكثر أو أقل بسنوات ومنهن يافعات في سن الصبا يستشعرن النصر القريب ويعشن في السجن الكبير منذ احتلال المرتفعات.
وشيء وحيد يشعرن بأنه بارقة أمل يجدنها خلف تلة تراب أو غصن زيتون وسلام, فالعائلة بالنسبة لهن تجربة يجب أن يتحسسنها ويلمسنها بأيديهن الدافئة.
هذه التجربة لأول مرة يعشنها نساء الجولان فهي بالنسبة لهن العرس الذي لا يملأه أي فرح لأنهن رأين من يردن رأيته وتقبيله واحتضانه ويتمنين تكرار الزيارة.
فهذه لها أخ أو قريب وتلك أخت وأولاد أخوة وأخوات.
أيتها القابعات في ربى الجولان الصامد.. الليل يعقبه النهار مهما امتدت ظلمته وطالت وقسى ظلم الغاصبين والاحتلال حقا إلى زوال وأرض الدار في شوق لسمر أصحابها وأشجار التفاح وكروم العنب والتين تهوى لمسات زارعيها وتراب الأرض أرهقها الوجد والظمأ وتبتغي الارتواء من عرق أشرافها ومناضليها.