تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضجيج.. العاصمة..

مجتمع
الاثنين 2-2-2015
فاطمة حسين

دمشق ....تستيقظ اليوم كما كل يوم لعملها وحياتها الطبيعية ..الشوارع والطرقات والأزقة اشتاقت إلى خطا أهلها الذين لم يبتعدوا عنها يوما رغم الظروف الطبيعية الصعبة ..والأمنية حيث استيقظت بالأمس على قذائف الهاون التي أمطرت سماءها العصابات المسلحة متوعدة الأسوأ من قذائف الهاون والصواريخ ...

محذرة السكان عبر صفحاتها الفيسبوكية من الخروج من منازلهم ...ولكن أهل دمشق مارسوا حياتهم الاعتيادية متحدين قنابلهم وصواريخهم التي غطت سماءها فذهب شهداء وعشرات الجرحى ...انه الإرهاب الذي لا يعرف إلا قتل الناس الأبرياء غير عابئ بتدمير شعب...وإفناء مدينة ...‏

في اليوم التالي سرت في الشارع الممتد من المهاجرين حتى نهاية شارع الحمرا لم أجد غير دمشق ....الشام .. التي أعرفها وعاشرتها طوال عمري وأصبحت بيننا علاقة حب لا تنتهي إلا مع نهاية العمر ..... ضجيج... الناس والسيارات ... يقول إنني هنا أنا دمشق الياسمين الذي لم ولن يذبل.... وستظل رائحته تعبق في الأجواء وكل الزوايا والأمكنة ..الازدحام على أشده في الأسواق والشوارع .. ولكن المحلات فارغة ....المطاعم المصطفة في شارع الحمرا و نزلة الطليان بعضهم يتناول طعامه ...والبعض مازال يشتري ..وعربات الفول والعرانيس والناس حولها مستمتعين بتلك الأكلات البسيطة الطيبة ...جلست في حديقة عرنوس والناس قد افترشت المقاعد لتستمتع بدفء الشمس الذي اشتاقت إليه بعد زينة وأخواتها وما تلاها من صقيع وبرودة ...وبقربي جلست سيدة بادرتني بالقول :(الجو هادئ اليوم لا يعكر صفوه قذائف كما الأمس فقد سقطت قذيفة على شركة هنا في هذه المنطقة وقد استشهدت ثلاث موظفات فيها ...الله يفرج على السوريين ...وتعود الحياة آمنة كما عهدنا بها ...)..لا يوجد أي معرفة أو حتى إني رأيتها من قبل ... ولكن الحياة في دمشق تشعرك بأنك فرد من أسرة كبيرة ..هم أهل هذه المدينة فلا نستغرب بعضنا ...فكل إنسان يعيش بين حواري وأزقة هذه المدينة العظيمة لابد أن يصبح فرداً من أهلها.... بل جزء لا يتجزأ من مبانيها وثقافتها وحضارتها .. ورغم صعوبة الحياة نتيجة هذه الأزمة فمازال السوريون يمارسون حياتهم الطبيعية بحرية وبدون خوف ...فكل يسير بمشيئة الله عز وجل وهو الإيمان المرسخ في نفوس السوريين ...‏

وفي أي مكان بدءا من وسائل النقل الجماعية إلى السيارات إلى المطاعم والمقاهي ..والأسواق وكل مفردات الحياة السورية تمتلئ بالسوريين بكل أطيافهم وألوانهم... فهاهو الباص الداخلي قد امتلأ بالازدحام ينقل المواطنين إلى أماكن عملهم... وإقامتهم لاشيء يوقف نبض الحياة السورية التي تسير بكل هدوء واتزان ...‏

بالرغم كل ما يجري في الأحياء الساخنة القريبة من العاصمة حيث الجيش العربي السوري يقوم بواجبه على أكمل وجه ...بين مصالحات وطنية وهي قليلة ...وبين من يرفض التسليم والاستسلام ..فتكون له بندقية الجندي السوري بالمرصاد .... يبقى ضجيج الشام لا يهدأ ولا يستكين ...لأنها عاصمة الحياة والحب ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية