تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تواصل طارئ

مجتمع
الاثنين 2-2-2015
منال السمّاك

لن نلقى عناء في مصادفتهم فهم متواجدون في كل الأماكن و الأوقات كافة، خلقهم في رأس أنوفهم ضيقاً ، دوما على وشك الانفجار و انهيار الأعصاب حتى لأتفه الأسباب ،

سريعو الغضب حانقون ناقمون على أنفسهم وظروفهم ، و بالتالي على من حولهم و كأنهم السبب رغم أنهم زملاء في نفس الخندق المتأزم مادياً ونفسياً ، قد يلحقون الأذى بأنفسهم أو بغيرهم ممن تسبب بإشعال نار غضبهم، يتذرعون بتعكر مزاج لقسوة ظروف و نار غلاء و ازدحام طرقي و تهجير و انهيار أحلام .‏

لن تكون محظوظاً بلقاء أحدهم مع بداية يومك إن كان سائق سيرفيس أو باص قد استشاط غضباً لأن هناك من لم يدفع تعرفة الركوب تهرباً ، ليبدأ بالسب و الشتم و الترجل من حافلته و إعلان حالة العصيان ، بينما أنت على عجلة من أمرك لأن مراقب الدوام لن يقدر ظرفك و ليس على استعداد لرحمة راتبك الذي يتهدده ما استشرى من غلاء .‏

صراخ و ألفاظ نابية تسمعها من بيت الجيران ، أو اشتباك بالألسن والأيدي على إشارة مرور بسبب حادث يكاد لايذكر ، مشاحنات و نزاعات بين سكان بناء واحد و جيران عمر لأن أحدهم سبق الآخر باستجرار المياه ... تعددت الأسباب و العصبية هي القاسم المشترك لتلك المواقف اليومية ، و كأن العنف بات أمراً واقعاً علينا معايشته وتحمله ، والعصبية لغة التفاهم الوحيدة و الطريقة الأكثر فاعلية للتعبير عن النفس المتأزمة !!‏

ربما نحن الآن بأمس الحاجة لإعادة النظر بمهاراتنا التواصلية الحياتية، وإيجاد وسيلة للتعبير عن النفس وترجمة مشاعرنا الدفينة بعيداً عن العنف لتفادي الإساءة للآخرين وإلحاق الأذى بهم لفظياً أو جسدياً ، لنبدأ بأنفسنا و ليكن التفهم و الرحمة والمحبة لغة لتواصل لا عنيف يحقق علاقات اجتماعية يسودها الحوار ، وإتقان مهارة الإصغاء لمنع أي لبس في المواقف والآراء في محاولة لكسر جليد بات يهدد علاقاتنا الاجتماعية ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية