صحيح أن الأفكار متزاحمة ومتداخلة والأعصاب مضغوطة ، والأعباء متثاقلة ..لكن بقليل من الهدوء والتفكير والتأمل ، وربما بجردة حساب بسيطة بعيدة عن كل معادلات الدرجة الثالثة ، يمكن أن نفكك مفردات الشحن والضغط ونجعل الأفكار تنسكب بتلقائية مريحة إلى حد ما ، والعضلات المشدودة تنبسط ، والأعصاب التعبة تتنفس من ثقوب الراحة المتسللة تارة من جيوب الهم والغم ولامفاجأة في ذلك ،لأن شر البلية مايضحك على اعتبار أن الشر أصبح يحيق بنا من كل الاتجاهات في هذا الزمن العربي الرديء..
فلا تيأس إذا ماضاقت بك الدنيا ، ورمتك نوائبها بسهام ، بل ادفع بصبرك حادث الأيام ،وترجى من هو عالم بهذا الحال ،فعسى أن يبدلك ماأساءك بما هو خير ..
ولا تبك حينا إذا لم يبتسم لك الدهر والزمان ، ولا تحزن كثيراً إذا لم يجاورك الفرح وهجر إلى حيث الطواف ..ولا تنعت حظك المظلوم إذا مافاتك القطار ولم تحقق ماكنت تصبو إليه من أحلام وآمال بل تمرد بعين الحق والواقع وادفع للأمام هموما وظروفا من معتقات الأيام ..
وامتشق سيف العمل والقلم والمعول لرزقك ، ولاتندب الساعات والأيام واللحظات ، وانهض بكل عزيمة وقدرة وطاقة ومحبة وشق طريق الصعاب ، فأنت أيها الإنسان خلقت للشقاء والبقاء وصنع الجمال والخير والإعمار ، فقد أعطاك الله عقلا وقلبا ونفسا وصبرا وعلما ،وحبب في رؤى عينيك مباهج ومناظر وراحة بال ..
فالمرء في عرف الحياة لايعجزه عائق ومستحيل مهما كبر أو ضاق ..انهض أيها السوري من رقادك وافتح صدرك للحيا ة فأنت من لك في سفر التاريخ ملحمة ومعجزة في صنع الحياة .. ابدأ نهارك بالتقوى والفلاح والصلاح وادفع بأخيك خيرا ،ولا تغدر بظهره فقد أدمى الوجع كل قاع ..ابتسم واضحك وتأمل وجوه الأصحاب والإخوة والأصدقاء..وتيمم بحب سورية فوحدها من يبلسم الجراح ..