بالطبع، لا هم يصدّقون ولا نحن ينبغي لنا أن نصدّق.. مع أننا نفعل، وأقله أن مراكز الدراسات والبحث الأميركية لا تتوقف عن تناول تفاصيل الأشياء مهما صغرت في المنطقة العربية والعالم، بل هم يتحدثون بتحليل وتركيب عميقين للكثير من هذه التفاصيل التي لا يأبه بها حتى رجل الشارع عندنا، وبالتالي، لا يصدّقون حتى لو صدّقنا نحن، فما الذي يفعلونه إذاً.. مرتبكون؟ أم يتسلون ويضيعون الوقت في الطريق إلى ما لا يتحدثون عنه أبداً؟!
المشهد اليوم أوضح ما يكون بعد كل هذه السنوات الدامية في المنطقة العربية عامة وفي سورية خاصة، والمشكلة ليست في افتضاح حقيقة النيات الأميركية المبيتة منذ سنوات وسنوات، ولا في الأدوات المحلية التي استخدمتها أميركا وإلى جانبيها إسرائيل والغرب الأوروبي سواء كانت الإرهاب الوهابي التكفيري أم عمالة الحكام أم خيانات الذات والأوطان.. المشكلة أن لدينا الكثير من العرب عامة ومن السوريين خاصة لا يزالون يتساءلون بغباء وبلاهة.. إن لم تكن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي غايات أميركا عندنا فما غاياتها إذاً؟
بدورنا نتساءل : إن لم تكن هذه غايات أميركا وقد صرتم تعلمون.. فماذا تتوقعون غير ذلك أيها البلهاء الأغبياء؟!
بعد خساراتها في أفغانستان والعراق أدركت أميركا العجب عندنا.. أدركت أن كل خساراتها هناك راحت هدراً وكان ينبغي توفيرها، وأنه لم يعد ثمة حاجة لقتال من هو عدو نفسه أصلاً، ولم يعد ثمة حاجة لجيوش جرارة من رجال ومال وسلاح.. بل يمكن الاكتفاء بجيوش من أفكار خبيثة وحسب!
ولعل أشد الأفكار خبثاً وقتلاً.. أن ينأى القاتل عن الضحية بعد أن يهمس في أذنها ويتركها تنتحر بيديها.. هكذا فعلنا وهكذا فعل انحطاط الأعراب على أرض وطننا بسلاح أميركا الأمضى.. جهلنا والتخلف!!
ألا يبدو المشهد أوضح ما يكون اليوم فعلاً.. إذ من يقتل العرب إلا العرب ومن يقتل المسلمين إلا المسلمون؟!