وكان لابد من حراك فكري وثقافي لمواجهته، من هنا كانت ندوة (الثقافة في مواجهة الارهاب) التي نظمتها وزارة الثقافة العام الماضي نهاية تشرين الثاني.
مجموع الدراسات والابحاث التي القيت في الندوة ضمها كتاب جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، ويفرد الكتاب صفحاته لنشرها كاملة، استهل الكتاب وزير الثقافة بالكلمة التي القاها ورأى فيها: أنه على كاهل المشاركين في هذه الندوة وكاهل كل مفكري ومثقفي الأمة يقع عبئا ثقيلا، ألا وهو التصدي لكل الخرافات والاضاليل التي يحاول البعض دسها في عقول الناس للاستحواذ على ارواحهم وافئدتهم، لدينا جميعا عمل ضخم يوضح من خلاله ان سورية التي ظلت دائما مهدا للحضارات لايمكن لأحد ان يحولها الى ساحة لتسويق افكار اجرامية متخلفة..
البحث الاول في الكتاب جاء تحت عنوان: الجذور الفكرية والعقائدية لظاهرة الارهاب، قدمه حسام شعيب، وفيه توقف عند محطات كانت مغذية لهذا الفكر المتطرف، ولاسيما فتاوى ابن تيمية، بدوره توقف المحامي جوزيف ابو فاضل عند عنوان: الارهاب اداة مشروع الهيمنة الصهيو اميركي.
رئيس تحرير صحيفة الثورة الاعلامي علي قاسم قدم ورقة بعنوان: تراجع المنهج العلمي في التفكير والتحليل، خلص فيها إلى مقاربات نهائية لخصها بعشرة من الأفكار التي يجب العمل عليها للوصول إلى رؤية علمية منطقية والعمل على تحليل ما هو كائن وماجرى على الساحة السورية للانطلاق إلى أفق جديد متجاوز كل ما هو موجود, ودعا الى اجتثاث الارهاب ليس في الاشخاص إنما بجوانبه المختلفة وفي الموروثات الفكرية وفي الاذرع التي تسانده.
ومن الابحاث ايضا: افكار في تراجع الفكر التقدمي لعطية مسوح واسباب تراجع المشروع القومي لمهدي دخل الله، بدوره نضال الصالح توقف عند المواجهة الثقافية والمواجهة المسلحة و أما فيرا يمين، فقد اشارت الى دور وسائل الاعلام في صناعة الرأي العام ومواجهة الارهاب، أما الدولة الوطنية التعددية وسيادة القانون فهي ورقة الدكتور عبد الله الشاهر، لنصل إلى بحث الدكتور عبد اللطيف عمران المعنون: تعزيز مفهوم المواطنة وترسيخه في الوعي الاجتماعي، ليسنده بحث عاطف بطرس: تعزيز الانتماء في الوجدان الاجتماعي، اما الدكتور حسين جمعة فقد توقف عند «تعزيز ثقافة الحوار وقبول الاختلاف، مختتما الأرقم الزعبي بالعنوان المهم: نحو خطة ثقافية لمواجهة الارهاب.